روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

مسعد فترجل من السيارة في هلع فور سماعه لصوت إطلاق النيران وركض نحو مصدر الصوت من خلف البناية وهتف محدثا كرم بدهشة عندما رأى السلاح في يده 
_ إنت اللي ضړبت الڼار !!!
قال في أعين ڼارية ومتوعدة لذلك الوغد 
_ فلت مني المرة دي كمان بس مش هيفضل يهرب كتيير كدا مسيره هيوقع تحت إيدي
كانت تجلس على طاولة الطعام الفارغة وتحملق في اللاشيء بشرود وأشعة الشمس الذهبية تتسللت من النافذة لتعطي لمعة ساحرة لوجهها الأبيض والنقي وكذلك شعرها الكستنائي .
عيناها متجمعة بها الدموع الحاړقة ولا تعرف كيف استسلمت له بالأمس كيف سمحت لنفسها بأن تكون بهذه السذاجة .. هي تريده وبشدة وتريد أن تعيش معه كأي زوجين طبيعية ولكن ليس بهذه الطريقة هي حتى الآن تحاول إيجاد تفسير لفعلتها الغبية و أجابة لسؤالها أنها كيف وقعت أسيرة للمساته ونظراته بكل هذه السهولة هذه ليست طبيعتها الشرسة والقوية والصامدة .. ولوهلة تمنت لو أن بإمكانها استعادة الأمس لردعه پعنف ومنعه من ما فعله وهي شاركته فيه بسذاجة لا تقل عنه !! .
وجدته يخرج من غرفته بعد أن ارتدي ملابسه لكي يذهب للعمل وقبل أن يرحل وقف وهتف في قسۏة وجفاء مع نظرات ڼارية وغاضبة للدرجة التي جعلت من عيناه حمراء كالدم 
_ اللي حصل إمبارح ده انسيه نهائي واعتبريه محصلش فاهمة ولا لا أنا مكنتش في وعي وإنتي استغليتي الفرصة دي
ولم يمهلها اللحظة لتجيب عليه حيث اندفع للخارج وهو يتوهج كالنيران الملتهبة أما هي فسقطت دموعها فورا بدون إنذار وهي تفغر شفتيها پصدمة مما قاله استغليتي الفرصة !!! هل هي من استغلت فرصة أنه ليس بوعيه ليحدث ما حدث بينهم لقد حاولت منعه ولكنه أذاب ما تبقى من صمودها أمامه بكلماته ونظراته وهمساته ولمساته هل اصبحت هي المخطئة الوحيدة الآن .. اخطأت لأنها تعشقه ولا تستطيع مقاومته ربما هي أخطأت فعلا لأنها سمحت لهذا العشق أن يكون سبب في خطأ لا يمكن إصلاحه ولكن هذا لا يمنع أنه هو المخطأ الأكبر .. هو المستغل .. هو الذي استغل حبها وضعفها أمامه لينجح في السيطرة عليها وينل ما أراد في تلك اللحظة والآن يلقي اللوم عليها !! .....
ارتفع آذان الظهر في المآذن ثم بدأت خطبة الجمعة في المساجد وكان هو في غرفته يرتدي عبائته البيضاء بعد أن توضأ ليذهب إلى المسجد ويؤدي صلاة الجمعة وبينما هو متجه نحو الباب لينصرف اوقفته هي متسائلة 
_ رايح تصلي الجمعة في المسجد
غمغم بنبرة عادية في إيجاب 
_ ايوة عايزة حاجة 
هتفت تطلب منه بتهذيب مبتسمة 
_ طيب ممكن تاخدني معاك اصلي في مسجد الستات
_ طيب يلا روحي اتوضي والبسي بسرعة عشان الحق الخطبة قبل ما تخلص
أماءت فورا بسعادة واندفعت نحو غرفتها لتتوضأ وترتدي ملابسها وبعد عشر دقائق بالضبط خرجت له وانصرفا واستغرق الطريق خمس دقائق حتى وصلا إلى أحد المساجد الكبيرة فذهبت هي للجزء الخاص بالنساء وهو ذهب للرجال بعد أن أخبرها بأنه سينتظرها بعد الصلاة أمام السيارة وبعد انتهاء الصلاة خرجت واتجهت نحو سيارته فوجدته كما أخبرها وعندما وقعت عيناه عليها فتح باب السيارة واستقل بمقعده .. اتخذت هي مقعدها بجواره ثم رفعت النقاب عن وجهها لتتنفس بعض الهواء النقى وتهتف باسمة 
_ تقبل الله
أجابها بخفوت 
_ منا ومنكم

إن شاء الله
ثم انطلق بالسيارة يخترق بها الطرقات وبعد مرور دقيقة هتفت هي بتردد ملحوظ وحياء 
_ إيه رأيك نتغدى برا النهردا يازين نفسي أخرج جدا من وقت لما اخدتني في اليخت قبل الفرح مخرجتش تاني
كان يثبت نظره على الطريق ولم ينظر لها بتاتا وفقط اكتفى بقوله الجاف والحازم 
_ في يوم تاني إن شاء الله ياملاذ مش النهردا
زمت شفتيها بيأس وخنق من نبرته القاسېة وأنه لم يكلف نفسه لينظر لها فاشاحت بوجهها للجانب الآخر تتابع الطريق من النافذة فهي لم تستاء من رفضه للذهاب بل استاءت من طريقته وعنده الذي باتت لا تعرف إلى متى سيستمر وقد رغبت بالذهاب فقط من أجل أن تحظى بمزيد من الوقت معه وتحاول من خلاله إذابة بعض الثلج المتراكم على قلبه .
لاحظ هو ضيقها وحزنها من رفضه فتنفس الصعداء بعدم حيلة ولم يرد أن يكسر برغبتها ونفسها وكان رد فعله الطبيعي هو أنه قال 
_ عايزة تروحي فين 
تهللت أساريرها في لمح البصر وزين وجهها بابتسامة جذابة لتجيبه بحماس جلى 
_ أي مكان .. ودينا مكان على زوقك إنت !
رمقها بنظرة مطولة صامتا ثم أشاح بنظره وعاد ليثبته على الطريق وهو يتخذ بالسيارة طريق لمكان سيقضوا فيه وجبة الغذاء أو بالأحرى باقية اليوم ! .
فتحت باب السيارة ونزلت وعيناها معلقة على ذلك المنزل الذي أشبه بقصر قي ضخامته واتساعه ولكنه منزل ذو طراز قديم ويبدو إن الزمن قد ترك آثاره عليه حيث لونه بهت ومن ينظر له من الخارج يظنه مسكون بالأشباح
تم نسخ الرابط