روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

رسمت ابتسامة عريضة على شفتيها لتجيبه بفضول 
_ بتفكر في إيه فيا بقى !
لم تجد منه رد وكان ساكنا كما هو لا يتحرك فلوت فمها بيأس وفهمت أنه لا يزال مهموما بالرغم من أنها لا تعرف سبب ضيقه إلا أنها لم تضغط عليه وفضلت تركه على راحته حتى يشعر بنفسه مستعد لكي يسرد لها مايغضبه ولحين هذا الوقت بالتأكيد لن تتركه مهموما هكذا .. ابتسمت بخبث ثم لفت ذراعها حول ظهره من الخلف متصنعة معانقته وبحركة غدر منها لم يكن متوقعها .. القت به في الماء فالتقط انفاسه بعد أن أخرج رأسه من أسفل الماء ومسح على وجهه يزيح الماء عنه ويرجع خصلات شعره للخلف استقرت منه نظرة ڼارية عليها بالأخص بعدما رآها تضحك وتقول پشماتة 
_ أيوة الميا حلوة وهتخليك تفك بدل ما أنت قالب وشك من الصبح في وشي وكأني أنا اللي مزعلاك
ثم انحنت للأسفل تضع يدها في الماء وترشها عليه وهي تضحك قائلة بمشاكسة 
_ اضحك اضحك !!

ترجلت من السيارة أمام منزل مكون من طابقين أشبه بمنزل خالتها بالضبط راته يتحرك باتجاه الباب الحديدي فسارت خلفه بخطوات ثابتة ووقفت تنتظره يخرج المفاتيح ليدخلها في القفل ويفتح الباب سبقها هو أولا بالدخول ثم لحقت به واغلق الباب الحديدي من جديد فرأت بمجرد دخولها باب شقة عريض من اللون البنى وعلى الجانب سلم يرتفع للطابق الثاني والشقة الثانية .
_ إنت هتقعد هنا صح 
هز رأسه بالإيجاب وواضح عليه علامات الخنق من ذلك الوضع ولكنه مضطر حتى يستطيع إصلاح علاقتهم تدريجيا وليثبت لها ندمه الحقيقي صعد الدرج متجها للطابق الثاني وهو يقول بصلابة 
_ تعالي عشان اوريكي الشقة اللي فوق
صعدت الدرج خلفه حتى وصلا أمام باب الشقة الثانية فأخرج المفتاح ووضعه في القفل لينفتح الباب وتدخل هي أولا هذه المرة ثم هو .. ترك الباب مفتوحا ولحق بها وهي تتجول في انحاء الشقة المكونة من غرفتين وحمام متوسط مع مطبخ كبير نسبيا وقفت في منتصف المنزل وقالت بحزم 
_ تمام يبقى من بكرا إن شاء الله هتبدأ في الاجراءات ومتنساش اتفاقنا
حدجها بصمت للحظات طويلة يدقق النظر في عيناها بحثا عن أي نور يبعث الأمل في نفسه بأنها لا تزال تحمل له الحب في أعماقها لكنه لم يرى سوى جمود مشاعر ونظرات جافة فغمغم بأسى 
_ أنا مش وحش يايسر .. أنا يمكن أكون اناني وعندي عيوب كتير وإنتي مشوفتيش غير عيوبي مشوفتيش غير حسن القاسې والمغرور والأناني وأنا عايزك تديني فرصة عشان اخليكي تشوفي حسن مختلف تماما عن اللي تعرفيه واحد إنتي متعرفهوش ومحدش أصلا يعرفه
رمقته بعينان عاجزة ومنكسرة لتجيبه هذه المرة برزانة وهدوء 
_ كل اللي حصل بينا غلطة بداية من جوازنا وحتى الآن احنا مننفعش لبعض أنا كنت باجي على نفسي عشان خاطرك وبقول هيتعدل وصبرت على معاملتك بس ملقتش منك فايدة فمتقولش دلوقتي إنك عايز ترجعني وإنك هتكون شخص مختلف .. اللي شوفته منك كفاية أوي وكافي إنه يخليني مثقش فيك أبدا بالمختصر المفيد أنا بقيت بكرهك ياحسن
استفزته جملتها الأخيرة وهيجت عواصفه حيث حاوطها من ذراعيها وهو يهزها ويثبت عيناه على عيناها هاتفا باصرار 
_ متقوليش إنك بتكرهيني مستحيل اصدق .. قوليها وإنتي بتبصي في عيني .. قولي بكرهك !
اطالت النظر في عيناه بسكون أثرتها نظراته وعيناه واحست بأنها بدلا من أن تقل له اكرهك ولو انتظرت للحظة أخرى لخرت بين ذراعيه مستسلمة لشوقها له .. فانقذت نفسها ودفعته بعيدا عنها پعنف صاړخة في انفعال هادر وتحذير لا يحمل التهاون 
_ قولتلك مليون مرة متلمسنيش .. إياك تقرب مني وإيدك دي لو لمستني تاني ياحسن هقطعالك .. اطلع برا وامشي يلا
لم تقلها .. فشلت والسبب لا يحتاج لشرح فهي لم تتمكن من نزعه من قلبها مازالت مشاعرها حية وقلبها ينبض كلما تراه .. فقط كل ما في الأمر أنها رائعة في القسۏة وتصنع الكره والبغض تنجح في إظهار مشاعر النقم بمهارة وتتمكن من التحكم في زمام عواطفها بإتقان !! .
وجدها تدفعه بعصبية صائحة 
_ بقولك امشي
لملم شتات قلبه الممزق واستدار مغادرا الشقة بأكملها فاسرعت هي خلفه واغلقت الباب بالمفتاح ثم چثت على الأرض واڼفجرت باكية پعنف ثم وضعت كفها على بطنها وتمتمت بصوت مبحوح محدثة طفلها 
_ ميستهلش اديه فرص .. ميستهلش يعرف بوجودك حتى .. كسرني وودمرني وكان عايز ېقتل ابنه ومنتظر مني دلوقتي اصدق ندمه وإنه اتغير !!
وصل هو أمام باب شقته وفتح الباب ثم دخل واغلقه خلفه متجها إلى الغرفة بوجه بائس وحزين لكن صك سمعه صوت رنين الهاتف فامسك به واجاب بعد أن رأى بأنه رقم مصري 
_ الو
اتاه صوت طاهر الحازم وهو يهتف باستياء 
_ بتعمل إيه في امريكا ياحسن 
_ أنا آسف ياعمي عارف إني كان لازم اقولك بس ....
قاطعه طاهر وهو ېصرخ بصوت جهوري 
_
تم نسخ الرابط