روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
المحتويات
مسائية جميلة ابدعها الخالق عز وجل .
كانت يسر أمام التلفاز تشاهد إحدى المسلسلات الأجنبية وبيدها صحن الفشار الكبير نسبيا تلتقط كل لحظة حبة وتلقيها في فمها وعيناها معلقة على شاشة التلفاز ولكن صك سمعها رنين الباب فدارت رأسها ناحية الباب وتأففت بخنق عندما توقعت من الطارق فليس هناك أحد غيرهم بالمنزل وضعت الصحن بجانبها على الأريكة واستقامت تتجه إلى الباب وامسكت بالمقبض تديره للأسفل وتجذب الباب إليها وكما توقعت كان هو انتظرت منه التحدث وهي تطالعه بمضض ولكنه امعن النظر بها
_ خير !
تجاهل الرسمة وارتباكها وعاد بنظره لها يقول بلطف
_ ممكن نتكلم شوية
سيعتذر عن خطأ لا يحسب أمام اخطاء لا تغتفر له ! قالتها لنفسها مستنكرة وهذه المرة لم ترفضه بل داهمها الفضول بشدة لرؤيته وهو يعتذر منها على خطأ آخر اقترفه .. استدارت وعادت للداخل كدليل على موافقتها في التحدث فدخل هو واغلق الباب يلحق بها حتى وقفا بالصالة وقال هو باعتذار صادق وأسف
ابتسمت باستهزاء تجيبه بجفاء وبعض التشفي من أنها تعيد كرامتها المهدورة بالتدرج وهي تراه يركض خلفها ويخشى عليها من أي شيء قد يضايقها
_ وتعتذر ليه !! إنت مقولتش حاجة أساسا وزي ما قولتلك الصبح أنا لسا شيفاك الشخص الاناني والمغرور والقاسې وعديم القلب ومعتقدش إن نظرتي ممكن تتغير في يوم من الأيام حتى بعد طلاقنا
_ يسر كفاية .. ارجوكي كفاية أنا مش قادر استحمل بعدك عني اكتر من كدا متقسيش قلبك واسمحي لينا بفرصة تانية اوعدك إنك مش هتندمي لانك ادتيني فرصة .. تراجعي عن الطلاق ده وعاقبيني براحتك بس خليكي معايا .. اسمحيلي اكون حسن اللي كنتي بتتمنيه مش الشخص اللي كنتي بتتكلمي عليه دلوقتي
_ إنت اللي كفاية .. أنا تعبت وإنت معندكش أي فكرة إزاي أنا بحاول استعيد ذاتي اللي دمرتها وارجع كرامتي اللي بغبائي أنا اهدرتها .. مبقيش عندي طاقة للمعافرة وحتى الفرص كلها ضيعتها في محاولاتي معاك إنك تحس بيا وبحبي ليك وتتغير بس إنت ندمت وادركت غلطك بعد فوات الآوان .. بعد ما أنا خلاص معدش يفرق معايا وجودك من عدمك
_ بس أنا فارق معايا وجودك ومش هستحمل اعيش من غيرك .. متسبنيش يايسر
بدأت الرؤية تتشوش لديها وكذلك حاسة السمع فاغمضت عيناها تدريجيا أما هو فأكمل بمشاعر جياشة
_ أنا بحبك والله
_ يسر ردي عليا إنتي سمعاني
عاد للمطبخ يجلب كوب ماء ورجع لها ثم بدأ ينثر الماء برفق على وجهها حتى فتحت عيناها بالتدرج وحين ادركت الوضع
سمع صوتها الضعيف وهي لا تتوقف عن التقيأ
اخيرا هدأت معدتها وتوقفت عن التقيأ فغسلت وجهها بالماء جيدا وجففته ثم فتحت الباب وخرجت محاولة السيطرة على نفسها حتى لا تتقيأ مجددا وتجعله يشك بأمرها .. نظرت له
_ أنا كويسة .. امشي بقى
طالت نظرته المريبة والدقيقة لها
_ يلا
تنهد بعمق وهتف بأعين ثاقبة كالصقر بعد أن احس بأن وضعها ليس طبيعيا
_ طيب همشي ولو احتجتي حاجة اتصلي بيا وأنا هطلعلك
لم تجيب واكتفت بنظرتها الجامدة تنتظره حتى ينصرف وبمجرد رحيلة اندفعت نحو الشرفة تفتحها وكذلك المروحة حتي يطردوا رائحة عطره التي ټخنقها وترغبها في التقيأ مرة أخرى وأخيرا غادرت الغرفة تماما وذهبت للغرفة الأخرى إلى حين أن تختفي الرائحة وتعود لغرفتها مجددا !!
كان علاء يجلس على الأريكة بغرفته وأمامه حاسوبه النقال ينهي بعض الأعمال ففتحت هي الباب ودخلت حاملة على يدها صينية صغيرة فوقها طعام
_ إنت متعشيتش كل
نظرت للطعام ثم لها وأخيرا رجع بنظره للحاسوب متمتما بعدم مبالاة
_ مش عايز شليه
تأففت بيأس وهدرت بنبرة خاڤتة
_ شكرا لإنك وافقت أو بالأحرى شكرا
لتفهمك اهمية دراستي بالنسبالي لما اتكلمت معاك
_ اتمنى تعرفي قيمتها المرة دي وتركزي على الدراسة بس لأن ااا.....
قالت مقاطعة إياه بجدية
_ متقلقش أنا عن وعدي وزي مش وعدتك مش هختلط بحد وهيبقى كل وقتي لدراستي عشان اتخرج بتقدير كويس
تمتم بنبرة عادية ليس بها أي ضجر أو خنق
_ لما نشوف
صمتت لدقائق قليلة حتى سألت بتردد وبؤس
_ علاء هو أنت بتروح عند نينا
فهم سبب سؤالها فأجابها بخفوت دون أن يرفع نظره
_ مش كتير
تشدقت بصوت يغلبه البكاء
_ وحشتني أوي وهي حتى مش بتديني فرصة احكيلها الحقيقة
رفع نظره رمقها بسكون لبرهة من الوقت ثم همهم بصوت أجش
_ أنا هتكلم معاها في مرة وافهمها كل حاجة
دهشت وتهللت أسايريها لتجيبه بذهول وسعادة
_ بجد !!!!
هتف بحزم وجفاء بعد أن رأى نظرتها الفرحة وخشى أن تفهم هذا كنوع
متابعة القراءة