روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
المحتويات
بانفعال
_ متلمسنيش فاهم ولا لا
رفع كفيه عنها متمتما باستسلام واعتذار
_ أنا آسف .. يلا اركبي
رمقته باشمئزاز ثم تحركت باتجاه الشارع واوقفت سيارة لتستقل بها غير مبالية له .. كور قبضة يده يجاهد في السيطرة على طوفانه العاتي وهو يرى تلك السيارة تتحرك بها .. الټفت باتجاه سيارته وركلها بقدمه في عڼف يفرغ بها شحنة غيظه المكتظة بداخله ويتمتم متوعدا وهو يفتح الباب ليستقل بمقعده المخصص للقيادة
ثم حرك محرك السيارة وانطلق وهو يكمل وعيده لنفسه مهمهما
_ قال اطلقك !! .. تبقى بتحلمي ودلوقتي جه دوري عشان اوريكي الجنان على أصله !!
انضم إليها وجلس على المقعد المقابل إليها في الطاولة .. فتحاشت هي النظر إليه بارتباك ملحوظ في قسمات وجهها مما جعل الشك يتعشش أكثر داخله بأنها قد سمعت حواره مع صديقه وبالرغم من ذلك لم يستمع لأفكاره واقنع نفسه بأن الأمر لا يخص ذلك الشيء .. سألها بابتسامة هادئة
أماءت له برأسها وفتحت المجلة ثم وضعتها في منتصف الطاولة بينهم وبدأت تملي عليه رأيها في بعض الأشياء ليشاركها هو برأيه الذي كان متفق معها في بعض الأشياء والآخر مختلف وما لاحظه أن ارتباكها لم يهدأ بل كما هي على وضعها فانتابه الفضول بشدة حول السبب ليسألها بوضوح دون مراوغة
تسارعت نبضات قلبها وشحب لون وجهها انعقد لسانها ولم تجد الكلمات المناسبة لتجيبه بها طال صمتها لثواني طويلة وهي مازالت في اضطرابها لا تتمكن من
الفرار فاصابتها حالة من الڠضب .. ليست عليه بل من نفسها حيث وجدت نفسها تهتف شبه منفعلة وبتلعثم
_ اس.. اسمع إيه يع.. يعني ثم إن قصدك إيه يابشمهندس إني سمعت حاجة .. هكون بتصنت عليك مثلا ولا إيه !!
_ لا والله مش قصدي كدا أبدا أنا آسف حقك عليا لو ضايقتك ممكن تقعدي عشان نكمل الشغل
حدجته بأعين زائغة وبداخلها تحمد ربها بأنها تمكنت من الهرب منه ! .. ثم جلست مجددا وهو يقسم بداخله أن هناك شيئا ليس بطبيعا بها وحتما سمعت شيء ويجعلها متوترة هكذا .. لم يشغل تفكيره كثيرا الآن بهذا الأمر حتى لا يزعجها أكثر وأكملا عملهم برسمية شديدة كالعادة وبعد انتهائهم هي رحلت أولا وتركته يفكر ويفكر .. ليس بما حدث اليوم فقط بل بكيف سيفاتح زين بأمر الزواج وماذا سيفعل .. وهل ستوافق وتقبل به أم سترفض كأى امراة بمحلها !! .....
_ هو لعب عيال يعني إيه يطلقك ويردك
يسر بخفوت
_ خالتو أنا مبقتش قادرة اعيش مع حسن أو بالأحرى معنديش استعداد إن آجي على نفسي عشان خاطره تاني أو اغامر باللي باقيلي من كرامتي وهو ميستهلش أساسا
قالت الخالة في ضجر
_ ولما هو ميستاهلش بتقوليلي إنك هتقعدي معاه دلوقتي ليه !!
_ مش عارفة
_ لو بس تريحيني يابنتي وتفهميني إيه اللي حصل بينكم
تنهدت طويلا وقالت بنبرة بائسة
_ مش هتفرق سواء حكيت أو لا ياخالتو .. أنا بس هشوف اخرتها معاه وافقت اقعد معاه الفترة دي بس لغاية مانتطلق
ملست على كفها بحنو هامسة في نظرات حانية
_ ربنا يصلح حالكم يابنتي .. أكيد ميرضناش أنا وابوكي وأمك نشوفك مطلقة .. وطالما إنتي عايزة تقعدي معاه وتديله فرصة تاني براحتك
تشدقت يسر بحدة وغيظ
_ لا أنا مقولتش هديله فرصة .. ومستحيل اديله فرصة قرار الطلاق قرار نهائي بنسبالي .. ليه اديله فرص تاني عديم الاحساس والغبي ده أساسا هو ميستهلش الحب اللي حبتهوله واللي عملته عشانه
ضحكت خالتها بخفة على نقمها منه وطريقتها العدوانية وهي تتحدث عنه ثم هبت واقفة وقالت وهي تتجه ناحية المطبخ
_ طيب تعالي هوريكي كام حاجة عملتها
استقامت ولحقت بخالتها وتتمتم لنفسها مستنكرة باستياء اديله فرصة ! .. هو أنا عبيطة عشان اسمحله تاني يستغل حبي ليه !! سمعت صوت خالتها وهي تصيح منادية عليها أن تأتي فاسرعت في سيرها تجاه المطبخ .....
في المساء.........
كان يجلس أمام المسبح وينزل قدميه في الماء .. ينحني بظهره للخلف مستندا على كفوفه الموضوعة على العشب القصير وعيناه معلقة على السماء يتابعها بشرود فخرجت هي من المنزل وكانت ترتدي منامة فطنية قصيرة وضيقة تصل إلى فخذيها اقتربت منه حتى جلست بجواره وانزلت هي الأخرى قدميها في الماء متمتمة في رقة
_ سرحان في إيه
لم ينزل نظره عن السماء حيث أجابها بهدوء تام ونبرة جادة
_ فيكي
ضيقت عيناها ومن ثم
متابعة القراءة