روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

متأججة بنيران الغيرة 
_ لا أنا مش هتعصب .. أنا هادي خالص أهو !
كانت تختلس النظرات له في تشفي وغل وتزيد من ضحكها وحديثها ليعود هو بنظره لها ويرمقها بأعين ملتهبة ومغتاظة يجاهد بكل ما لديه من ثبات انفعالي حتى يبقى هادئا ولا يفقد صوابه .. ولكنه فقد كل ما لديه ثبات حين سمعها تقول بصدق لا والله ربنا يعلم ياراسل أنا بعزك إزاي .. ربنا يخليك ليا 
مسح حسن على وجهه هامسا وهو يصر على اسنانه 
_ لا مش هقدر لغاية كدا وكفاية
استقام واقفا واندفع نحوها يجذب من يدها الهاتف وينهي الاتصال هاتفا بصرامة ونبرة قوية 
_ عرفنا إننا يعتبر اطلقنا بس احترمي وجودي مش كدا هاااا
ضحكت ساخرة وهبت واقفة تقول بسخط 
_ ياريت حد غيرك يتكلم عن الاحترام ثم إن أنت مالك وإيه اللي جايبك أصلا مكتبي
_ يسر بلاش الطريقة المستفزة دي عشان أنا على أخرى أساسا
صړخت بصوتها المرتفع وهي في ذروة انفعالها 
_ اتكلم بالطريقة اللي عايزها إنت ملكش دعوة بيا فاهم ولا لا ملكش دعوة بيا ياحسن .. تحب اقول كمان ولا كفاية اطلع من حياتي نهائي ومش عايزة اشوف وشك حتى أنا بقيت لما بشوفك معدتي بتقلب وبحس نفسي عايزة اخنقك بأيديا .. كفاية بقى أنا قرفت منك وبقرف من نفسي وجسمي كل ما افتكر إنك لمستني
توقفت عن الكلمات تأخذ نفسا عميقا ثم عادت تكمل بنظرات قوية تخفي خلفها مشاعر العشق الكامنة في أعماقها وهي تشير بسبابتها على الباب 
_ اطلع برا ياحسن
_ النهردا عيونك فضحتك وكشفت كدبك واللي شايفه دلوقتي حاجة واحدة وهي إنك لسا بتعشقيني يايسر
ثم انتصب في وقفته والقى بالملفات على سطح المكتب في عڼف واستدار مغادرا تاركا إياها متصلبة بأرضها تحدق على آثاره بغيظ وحړقة فامسكت بكوب الماء والقت به على الباب ليتناثر إلى أجزاء متفرقة على الأرض .. جلست على مقعدها من جديد هامسة لنفسها متوعدة وبنظرة متقدة 
_ مسيري هكرهك متقلقش !!
كان اسلام يجلس بحديقة المطعم الخارجية على أحد المقاعد يحتسي كوب الشاي الصباحي الخاص به وعقله شارد بها .. بات

يشعر بالخطړ كلما تمر الأيام وهم يعملون معا ففي كل يوم يمر يزداد تعلقا بها ومشاعر الإعجاب بدأت تأخذ طريقا مغايرا أن سمح لنفسه بأن تسلكه سيسبب له الألم والحزن للمرة الثانية وليس هناك حلا سوى أن يضع الحدود لقلبه أو يعتذر ويترك هذا العمل الذي يجمعه بها .
انضم له صديقه وجلس قباله هاتفا 
_ إيه الأخبار 
_ تمام وإنت 
هتف صديقه بنبرة مستغربة بعض الشيء 
_ إيه إنت مفيش شغل ولا إيه معاك قولتلي تعالى على المطعم
اجابه إسلام بهدوء تام ونظرة مهمومة 
_ امممم يعتبر مفيش شغل النهردا وحتى العمال هياجوا متأخر شوية
_ مالك إنت مضايق من حاجة !
نظر له باستنكار متمتما 
_ إنت تتوقع إيه مثلا !
أصدر صديقه تنهيدة حارة وقال بنفاذ صبر وضيق 
_ يابني ولما إنت معجب بيها كدا وعايزها ماتكلم اخوها وتشوف مش يمكن توافق
ضحك إسلام بسخرية ورفع عكازه لأعلى قليلا حتى يكون في مستوى نظر صديقه وقال مستهزئا 
_ توافق !!! هتوافق بده !
_ ايوة توافق يا إسلام مش معنى إن خطيبتك كانت واحدة ولما عملت الحاډث وعرفت إنك هتمشي على عكاز سابتك يبقى الكل زيها جرب إنت مش هتخسر حاجة
اشتلعت عيناه بالڠضب وقال شبه منفعلا بنبرة موجوعة 
_ لا دي الحقيقة يامعاذ مفيش واحدة هتقبل تتجوز عاجز .. ومتحاولش تقنعني إن العجز اللي في رجلي مش مشكلة وإني اقدر اعيش حياتي بطبيعية لأن مهما حصل هتفضل في حجات كتير أنا عاجز عنها وعن إني اقوم بيها
_ أنا قولتلك اللي فيها لو عايزها بجد جرب وكلم زين ده .. وافقت تمام موافقتش يبقى هي اللي خسرتك مش إنت
طالعه بصمت غير مقتنعا بما يقوله وعاد يرتشف الشاي وهو يتنهد بنفس مخټنقة ! ......
داخل أحد المقاهي المتوسطة ........
هتفت نهلة بفضول ونظرة حماسية 
_ هااا قوليلي بقى عاملة إيه وأخبار الجواز إيه 
ابتسمت شفق بمرارة واجابتها بأسى 
_ نهلة إنتي عارفة إن ده جواز مش حقيقي
هتفت نهلة باستنكار وسخط 
_ ومش حقيقي ليه بقى إن شاء الله كانت جوازة بالڠصب مثلا !!!
_ أهاا هو اضطر إنه يتجوزني بسبب الظروف اللي حكمت عليه بكدا لولا الظروف دي عمره ماكان هيفكر إنه يتجوزني
غضنت الأخرى حاجبيها بحيرة وتمتمت بشيء من الدهشة 
_ يابنتي إنتي مش لسا امبارح كنت مكلماني وبتقوليلي إنه كويس معاكي وإنك مبسوطة ومرتاحة حصل إيه بس !!!
سرحت بعقلها قليلا حين حضرت صورته في عقلها وتذكرت معاملته وطريقته الحانية معها فابتسمت بحب امتزج بالحزن وقالت محاولة إضفاء جو المرح قليلا 
_كويس بس !! ده أنا بحس إني أميرة من معاملته ليا بجد يانهلة أنا مشوفتش راجل زيه في حياتي أنا بقاوم جماله بالعافية صدقيني وبقول لما هو بيعاملني كدا و هو مش بيحبني امال لو كان بيحبني كان
تم نسخ الرابط