روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
المحتويات
عقلها حيث قالت بشجاعة بسيطة
_ إنت بتعمل معايا كدا ليه !
سؤالها كان في المكان والوقت المناسب تماما حيث ابتسم بنظرات شرانية واستدار ناحيتها بجسده كاملا ثم تحرك إليها وجلس على حافة الفراش أمامها متمتما في نبرة مريبة دبت الړعب في أوصالها
_ بعمل كدا ليه ! .. سؤال حلو وأنا كنت منتظره منك ! .. متفتكريش إني بعمل كدا عشان اللي عملتيه ولا بعاقبك عليه والكلام العبيط ده أنا أساسا ميهمنيش ولو قولتيلي دلوقتي إنك حامل من ال اللي عملتي معاه العلاقة برضوا مش هيفرق معايا .. كل ما في الموضوع إني مش طايقك وقرفان منك واتجبرت اتجوزك عشان سمعة عيلة العمايري اللي احنا منتشرفش إن يكون عندنا بنت في العيلة ف زيك
_ وأنا قولتلك إمبارح إن محصلش حاجة بينا !
خرج عن اطار الهدوء حيث صاح بها بصوت جهوري
_ كذااابة ياميار ومش مصدقك ومش هصدقك
_ أنا مش كذابة ياعلاء
لوى فمه باستهزاء
وبداخله ليس هناك ادني شك بأنها تكذب فقط لتكسب تعاطف الجميع .. وقرر إنهاء هذا الحديث بجملة يعلم أنها ستسكتها تماما .. انحنى للأمام إليها وخرج صوته خاڤتا وجريئا وهو يقول متغطرسا
_ طيب تحبي اتأكد بنفسي !!
غربت الشمس وارتفع ضوء القمر في السماء ليزينها بأجمل وابدع لوحة رسمها الخالق عز وجل .....
... بمدينة مرسى مطروح .....
داخل غرفة أبطالنا كان يجلس على الفراش الواسع وبيده المسبحة المكونة من 99 حبة وكلما يردد سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله اكبر يعود بحبة من الحبات للوراء واستمر هكذا لدقائق طويلة حتى قطع تسبيحه وهو يهدر بنفاذ صبر على تلك القابعة في الحمام منذ مايقارب العشرين دقيقة
_ حاضر طالعة أهو
لحظات قليلة وخرجت له وهي ترتدي رداء فضفاض من اللون الأسود المنقط بالأبيض ونقابها الماليزي يأخذ نفس لون خمارها وهو الفوشيا الغامق مما زادها عفة وجمالا فرأت ابتسامة دافئة تنطلق على ولكنها اختفت تدريجيا عندما دقق النظر في وجهها جيدا ووجدته يستيقم واقفا ويتقدم نحوها حتى رفع حاجبه
همت بالاستدارة والفرار إلى الحمام فاستوقفتها يده التي قبضت على ذراعها ترغمها على الوقوف وهو يقول بنبرة تحمل في طياتها إشارات الغرام
_ لا متمسحهوش شكله حلو عليكي !
تسارعت نبضات قلبها واحست به يتراقص حجلا وفرحا في مسكنه ودون أي درجة من التحكم صعدت الابتسامة لشفتيها بعفوية لتستدير له وتحاول إخفائها في محاولة بائسة هامسة بترقب لرده
خرج صوته هادئا وحانيا به شيء من الخشونة
_ يوم الفرح أنا اتعصبت عشان إنتي كنتي حاطة مكياج وأمة لا إله إلا الله بتتفرج عليكي لكن دلوقتي الوضع يختلف إنتي منقبة واللي حطاها ده حطاه ليا أنا بس ومحدش هيشوفك
باستحياء ملحوظ وقد توردت وجنتيها ففكرت في الهرب من هذا الوضع وتحدثت ولكن لسانها المتلعثم لم يسعفها
_ ط.. طيب مش هنمشي ولا إيه !
ضحك بخفة حين ادرك خجلها ورفع يده ينزل نقابها على وجهها مجيبا إياها في لطف
_ يلا
غادرت معه الغرفة ومنها الفندق بأكمله لتستقل بسيارته وينطلق هو بها يشق الطرقات قاصدا قاعة الأفراح الذي سيقام فيها حفل الخطبة الخاص بأحد اصدقائه .
سارت معه وهي تشبك ذراعها بذراعه كنوع من إظهار الملكية أمام جميع أنظار الفتيات المعجبة حتى وجدته يقف أمام رجل كهل في العمر يبدو أنه والد العريس وعانقه عناق حار يهنئه على حفل خطبة ابنه بأدب ولطف رأت ذلك العجوز ينظر لها ويقول بتهذيب ونبرة كلها مودة مرحبا بها في عذوبة
_ أهلا وسهلا عقبالك يابنتي
نظرت لزين باستعجاب وضحكة عيناها كانت تكشف عن ضحكة شفتيها الخفية بينما هو فاتسعت ابتسامته وانحنى إلى ذلك الرجل الهرم الذي طالما اعتبره بمقام والده وهتف بنبرة مرتفعة قليلا ليسمعه من وسط ضجة الموسيقى الصاخبة
_ دي مراتي ياعمي سالم !
ابدى العجوز عن دهشته وهو يفغر شفتيها وتتسع عيناه ويهتف ضاحكا بسعادة غامرة معانقا إياه للمرة الثانية
_ إنت اتجوزت !! .. الف مبروك يابني لا ده أنا ليا كلام مع رامي بقى وهربيه إزاي ميقوليش إنك اتجوزت
_ أنا كنت هتصل بيك بنفسي والله بس انشغلت ياعمي إنت عارف بقى مواضيع الجواز وكمان الموضوع تم في فترة قليلة فملحقتش
عاد يهنئه من جديد ببشاشة ونظرات محبة وهو يتمنى لهم سنوات
متابعة القراءة