روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

بحب زوجته وعناده ويخسر معه والدته فلم يكن أمامه حلا سوى الموافقة بعد أن اقتنع بأنه حل أسلم ليرضي أمه ولتكون تلك المسكينة تحت رعايته دوما فلا مانع من الټضحية لأجل سعادة وراحة احبائنا .
مد يده بحرص وسحب من يدها الكوب ببطء شديد ثم وقف منحينا وهم بأن يحملها ولكنها انتفضت جالسة بمجرد لمسته وشهقت فزعة ليتراجع هو للخلف حتى لا يفزعها أكثر ويبتسم متمتما 
_ اهدي ده أنا !
استغرق الوضع لحظات قصيرة حتى تنفست الصعداء واعتدلت في جلستها تسأل بصوت خاڤت 
_ هو أنا نايمة كتير هنا !
زم شفتيه للأمام بجهل ليقترب مجددا ويجلس بجوارها متمتما 
_ معرفش أنا جيت زي العادة لقيتك نايمة
رفعت يدها تفرك عيناها وتقول متثاوبة 
_ أنا ذات نفسي معرفش إيه اللي بيحصلي كل ما ادخل واقعد هنا بنام !!
ضحك ببساطة بينما هي فعادت تنظر لوجه أخيها وهي تبتسم بمرارة مغمغمة 
_ غالبا بحس بالراحة والآمان وبحس أنه حواليا ومعايا عشان كدا بستكين وبنام
فكر في إضفاء نوع من الدعابة قليلا حتى لا يأخذ الحديث مجرى كئيب فوجدته يجيبها بمداعبة وهو يضحك 
_ بصيلي كدا وريني دموعك !!
ضحكت بخفة وهزت رأسها نافية وهي تردف 
_ لا مش هعيط متخفش اخدت جرعتي قبل ما تاجي
أخذ نفسا عميقا واعتدل في جلسته ليصبح مواجها لها مباشرة ويغمغم في نبرة رخيمة وحكيمة 
_ شفق صدقيني الحزن والعياط مش هيفيد بحاجة ومش هيرجعهم ليكي أنا لغاية فترة قليلة وكنت ډافن نفسي في الحزن وادركت دلوقتي ومتأخر للأسف الحزن مش هيفيدك بحاجة بالعكس ده هيتعبك نفسيا وجسديا ادعيلهم وكوني واثقة إنهم في مكان افضل منينا
طالعته بأعين تائهة وحبيسة اللآم متمتمة بشجن 
_ أنا مليش في الدنيا غيرهم ياكرم
مسك بكفها الصغير بين كفيه مردفا في حنو ونظرات دافئة 
_ عارف إن وجود العيلة لا يعوض بس أنا معاكي أهو وجمبك اعتبريني اخوكي وابوكي وصديقك وكل حاجة أنا مش عايزك تحسي إنك وحدك ياشفق
غامت عيناها بالعبارات وهي تبتسم له بعشق وتهمس في خوف 
_ معدش باقيلي حد غيرك أساسا وبقيت اخاڤ لتسيبني إنت كمان زيهم
شدد من ضغطه على كفها برفق وهدر بنظرة ثابتة ورقيقة مع همس كان له أثر بالغ على قلبها المتيم به 
_ اوعدك مش هسيبك ابدا
_ يعني مفيش فايدة برضوا في العياط ده !!!
تشبثت به بشدة وهي لا تتوقف عن البكاء لتسمعه يقول بحيرة باسما 
_ إنتي دموعك جاهزة علطول ده مفيش لحظة وبتفتحي الحنفية دي
اكملت بكائها وتجيبه من بين بكائها بعفوية 
_ عشان إنت حنين أوي عليا
_ حاضر من هنا ورايح هعاملك وحش يمكن الآية تتقلب وتبطلي عياط
_ لا هعيط أكتر !!
اطلق ضحكة رجولية متأججة ابتسمت هي على أثرها وعادت تخفض نظرها مجددا وهي تتنهد بسعادة ..... !!
فتحت هدى له الباب واستقبلته بعناقها الامومي الحنون وهي تردف 
_ أهلا ياحبيبي عامل إيه 
مسك بكفها في لطف مغمغما في تساءل يتصنع عدم الفهم 
_ الحمدلله ياست

الكل .. خير تيتا عايزاني في إيه !
لوت هدى فمها باحتجاج وقالت بضجر ونظرة تحولت إلى الحدة 
_ إنت تتوقع في إيه مثلا !!
قال بنفاذ صبر وهو يبتعد من أمامها 
_ يسر طبعا !
التفتت بجسدها للخلف تتابعه وهو يصعد الدرج متجها ناحية غرفة جدته وتزفر مغلوبة على أمرها منه وتهمس بحزن 
_ ربنا يهديك يابني
_ عاملة إيه تيتا 
اجابته باقتضاب وحدة وهي تشير بكفها على الفراش بجوارها 
_ الحمدلله .. اقعد ياحسن
أخذ شهيقا قوي وزفره حارا ثم امتثل لطلبها وجلس بجوارها وقبل أن تبدأ في الحديث باغتها هو بقوله الصارم 
_ تيتا لو طلبتي تشوفيني عشان تعرفي اللي حصل بينا فأنا آسف مش هقدر اقولك .. دي كانت مشكلة بيني وبين مراتي ومش حابب اقول لحد
اظلمت عيني الجدة واستشاطت غيظا منه حيث صاحت منفعلة 
_ لما هي مشكلة بينك وبين مراتي ومش عايزين حد يعرف يبقى تحلوها بين بعضكم كمان مش توصل للطلاق
_ الطلاق كان افضل حل لينا !
يقنع نفسه بأنه افضل حل وبالأخص بعدما بدأ يشعر بآثاره السلبية عليه وأنه في بداية طريق الشوق والندم على خسارتها .. اكملت الجدة صياحها به في ألم ودموع ممتلئة بمقلتيها 
_ هتفضل لغاية إمتى كدا عديم مسئولية إنت وميار اثبتولي إن دلعي ليكم مجبش غير التعب لينا كلنا .. ابوك كان عنده حق لما اخدكم وعاش وحده معاكم لأن أنا السبب في فسادكم وكنت فاكرة إني كدا بربي فيكم الحب والحنية لما ادلعكم واتاريني كنت بضيعكم وبفسدكم
كان يطرق رأسه لا ينظر لها فقط يستمع لتوبيخها وټعنيفها الشديد له كلماتها تزيد من الآم قلبه الذي يعاني ألم الندم ولم تكتفي بهذه القدر حيث أكملت بقسۏة أشد 
_ كلنا عارفين حبها ليك بس إنت اللي ناكر الجميل ومتستهلش الحب ده أي كانت المشكلة اللي بينكم مفيش حاجة تستاهل إنك تخسرها عشانها وزي ما أنا متأكدة إن يسر لسا بتحبك .. متأكدة كمان إن
تم نسخ الرابط