روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

معاه الغبي ده !
تنهدت هدى بعدم حيلة بينما رفيف فابتسمت على نعتها له بالغبي فإن نظرت من المنظور الواقعي هو بالفعل كما وصفته الجدة اهدر فرصة لن تأتيه ثانية .. ولن يجد فتاة تعشقه بقدر يسر مهما فعل !! .
كان كرم لا يزال نائم في الفراش بثبات تام وهي بجواره كلاهما وجه لوجه تحدق به بتمعن تتأمل ملامحه الهادئة والجميلة حتى وهو نائم شعره الذي يعطي لمسة بنية خفيفة انفاسه المنتظمة والدافئة لا يمكن أن يكون بكل هذه الوسامة حتى في نومه .. باتت تعشقه أكثر من أي شيء بل وكيف لامرأة تحظي بقرب هذا الوسيم واللطيف ولا تقع بين شباك عشقه .
وجدت به الأخ والصديق والزوج عندما كان لا يوجد لديها أحد سواه لطفه وحنانه وحسن معاملته وكلامه الساحر اجبروها على الانخراط بتعويذة العشق رأت فيه طوق النجاة وحظت بالآمان بقربه وحصلت على ملجأ لها من كل شيء .. يكفيها وجوده معها الذي يمنحها القوة والسکينة والأطمئنان .
هناك مشاعر متضاربة وكثيرة تشعر بها تجاهه ولكنها لا تعرف حتى كيف تصفها لنفسها سوى أنها تعشقه بكل حرف تحمله الكلمة من معنى .
ومع الأسف يبدو أنها ستعاني من ألم العشق فهي تعرف جيدا أن برغم كل ما يفعله معها لا يحبها مثلما تحبه فقط يراها كصديقة وشخص يمتلك مكانة كبيرة جدا في قلبه ولكنها لا تريد تلك المكانة بل تريد قلبه كله .. تريد عشقه مثلما يعشق زوجته حتى الآن فالعشق لا يعرف العدل وإن أحببت يجب عليك أن تتبع قاعدة الانانية أول شيء وهي لا تريد أن يكون بقلبه سواها ولكنه لا يحبها !! .
هل هي قبيحة ولذلك لا يلتفت لها ماذا وجد بزوجته حتى عشقها لهذا القدر .. هل هناك شيء لا يعجبه فيها أم أنها فشلت خلال هذه الفترة أن تنل القليل من حبه توقفت عن طرح الاسئلة لنفسها حين رأته يفتح عيناه فكانت هي جامدة تماما تحملق به بأعين دامعة ولكنه بسبب استيقاظه للتو لم ينتبه جيدا لها وفقط عقد حاجبيه باستغراب حين رآها تحدق به ورسم ابتسامة عذبة يجيبها وهو يهب جالسا ويفرك عيناه 
_ صباح الخير !
تمتمت بخفوت وابتسامة مهمومة 
_ صباح النور
الټفت لها برأسه وغمغم متسائلا بحيرة 
_ إنتي صاحية من بدري !!
اعتدلت في نومتها وجلست مثله تهز رأسه نافية وتهمس 
_ لا !!
أماء برأسه بحركة خفيفة ثم نهض من الفراش واتجه إلى الحمام الملحق بغرفتهم لتحدق على آثاره بيأس وضيق وبقيت مكانها لدقائق طويلة حتى خرج بعد أن أخذ حمامه الصباحي وكان يمسك بالمنشفة يجفف شعره الذي تتساقط منه قطرات الماء وأخيرا انتبه لوضعها المريب وشرودها وعبوس وجهها فاقترب وجلس بجوارها بعد أن لف المنشفة حول رقبته وغمغم باهتمام 
_ مالك ياشفق !
_مليش !
قالتها بعدم مبالاة لوضعها وقلة حيلة فدقق هو النظر جيدا بعيناها المجفلة لأسفل ليراها ممتلئة بالدموع فظهرت علامات الدهشة والقلق على وجهه وسألها بهدوء 
_ بټعيطي ليه !
رفعت اناملها لعيناها ومسحت دموعها ثم هزت بكتفيها لأعلى وتمتمت بصوت بائس دون أن تنظر له 
_ مش بعيط !!
_ طيب العياط ده ليه علاقة بسيف ومامتك !
نفت برأسها وهي مازالت مطرقة لأسفل بوجه تعلوه معالم الأسى فزدادت حيرته وقلقه ليمد اناملها ويرفع ذقنها برفق هامسا 
_ بصيلي ياشفق في إيه !!!
علقت عيناها عليه وتمتمت بنظرات مشوشة وصوت مهزوز يغلب عليه البكاء 
_ هو أنا وحشة ياكرم !
غضن حاجبيه بريبة من سؤالها العجيب ولكن سرعان ما ابتسم وتمتم بحنو وهو يملس على شعرها 
_ وحشة !!! أنا مش فاهم إيه مناسبة السؤال ده بس لا أكيد مش وحشة ياشفق بالعكس انتي جميلة جدا كفاية ملامحك البريئة وتصرفاتك العفوية اللي بحبها أوي
عادت تشيح بوجهها عنه وتقول محتجة بقلة ثقة 
_ متجاملنيش !
زادت ابتسامته اتساعا وهمهم برقة 
_ أنا مش بجاملك ومبعرفش اجامل أساسا .. طيب تعالي !
_بصي لنفسك إنتي شايفة نفسك وحشة كدا !!!
دققت النظر بنفسها في المرآة لثواني قليلة ثم نظرت لصورته هو في انعكاس المرآة لتجده يكمل همسه الذي كان قريب بما فيه الكفاية من أذنها 
_ وبعدين أنا في رأى إن الجمال عمره ما كان بالشكل
ابتسمت ساخرة وهي تقول

_ آهاا الجمال جمال الروح وكلام الأفلام والمسلسلات ده !
استرسل حديثه بكامل الدفء والرزانة 
_ بس ده مش كلام أفلام ده حقيقة ! في ناس حلوة كتير شكلا بس لا اخلاق ولا طبع ولا تعامل والناس كلها بتبقى بتكرهم وفي ناس بتبقى مش حلوة ابدا بس اخلاقها وطبعها مع الناس بتجبر الكل إنه يحبها إنتي مستحيل تحبي حد عشان شكله وإلا ده يبقى مسمهوش حب يبقى اسمه اعجاب وهياخدله كام يوم أو كام شهر ويروح هديكي مثال مثلا .. في كتير بيتجوزوا بنات مش حلوين أو العكس وبيبقوا مبسوطين وفرحانين ببعض هتقوليلي إزاي حبها أو
تم نسخ الرابط