روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

يودعه وداع يليق بصداقتهم وهو رحل دون أن يودعه الوداع الأخير حتى . لم يشعر بنفسه إلا وهو يترك كل شيء وينطلق كالصاروخ بالسيارة نحو منزل صديقه أو منزل فقيده العزيز الذي لا يعرف كيف ستمر أيامه بدونه ! .
_
_ الفصل الرابع _
وصل أخيرا إلى المنزل وصعد الدرج ركضا حتى وصل إلى الباب ودخل فورا عندما وجده مفتوح فرأى الظابط يجلس على المقعد في الصالون وبمجرد رؤيته لكرم هب واقفا وهو يقول بتعجب 
_ إنت مين 
اقترب منه كرم وقال بتلهف ووجهه فرت منه الډماء 
_ أنا كرم العمايري صديق سيف المقرب قولي حصل إزاي ده ياحضرة الظابط 
تنهد الضابط بحزن وشجن وقال بأسف 
_ كانت في لحظة اشتباك قواتنا مع العدو وسيف الله يرحمه اټصاب والإصابة كانت خطېرة لدرجة إنه اتوفى في لحظتها فورا سيادة الرائد سيف كان حقيقي مثال للبطل وكلنا في حالة صعبة من ساعة ما وصل لينا خبر ۏفاته أنا من اصدقائه المقربين في الشغل ومن وقت ما وصل ليا الخبر وأنا مش مصدق
أثارته كلمة الله يرحمه فهو لا يزال يحاول تقبل ۏفاته مسح على وجهه وهو يحبس دموعه التي على أتم الاستعداد للسقوط وأشاح بوجهه للجهة الأخرى وهو يردد آية واحدة 
_ والذين إذا أصابتهم مصېبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون .. إنا لله وإنا إليه راجعون
لملم أشلاء قلبه الممزقة واستعاد رباطة جأشه وقال بثبات مزيف 
_ طيب هي فين ....
قبل أن يكمل جملته قاطعه وقال الآخر 
_ طلبت الدكتور وجالها هي جوا من بنتها
أجابه كرم وهو يتصنع الظهور بطبيعية 
_ تمام شكرا ياحضرة الظابط لو في أي حاجة هتصل بحضرتك أكيد
_ تمام .. البقاء لله وربنا يصبركم
أماء له بتفهم وانتظر رحيله ثم توجه نحو أحد الغرف وانتظر أمام الباب خروج الطبيب وعند خروجه هرول إليه وقال بتلهف حقيقي 
_ خير يادكتور طمني عليها 
_ إنت ابنها 
قال بدون تردد في قلق 
_ أيوة
_ طيب هي عندها اڼهيار عصبي وأنا ادتها حقنه عشان تهديها وياريت تحاول تهديها عشان ضغطها ميعلاش وتتعب أكتر لقدر لله والبقاء لله ربنا يصبركم
_ سبحان من له الدوام
ثم هم بإخراج النقود حق كشفه فأخبره بأن الضابط دفع حقه قبل أن يأتي فشكره كرم ثم استأذن الطبيب ورحل فاقترب هو من باب الغرفة وطرق على الباب بلطف ففتحت له شفق التي كان وجهها عبارة عن دموع فقط وعيناها غارقة في دموعها كالبحر وحمراء كالدم تمتم في صوت ممزق ومبحوح 
_ البقاء لله يا أنسة شفق
لم تجيبه فقط اكتفت بالبكاء العڼيف فلم يعرف ماذا يقول لها حتى ولكن كيف له أن يخفف عن ألمها وهو يحتاج من يخفف عن ألمه أيضا ولكن يتوجب عليه الثبات والقوة في مثل هذه المواقف كما اعتاد دوما أن يظهر نفسه قويا فغمغم في ابتسامة مټألمة وعيناه شبه دامعة 
_ سيف شهيد وهو دايما كان بيتمنى الشهادة وربنا ناولها ليه العياط مش هيفيده أدعيله ربنا يرحمه هو في مكان أحسن منينا كلنا
رفعت نظرها له وقالت پبكاء عڼيف وصوت متقطع 
_ أنا وماما ملناش غير سيف منقدرش نعيش من غيره وماما ممكن يحصلها حاجة من زعلها عليه
_ لا إن شاء الله هتبقى كويسة اطمني بس إنتي حاولي تمسكي نفسك قدامها وتواسيها الدكتور قال الزعل الشديد وحش عليها أنا هستنى برا وأول ما تفوق اندهي عليا
أماءت له بالموافقة وبمجرد رحيله اڼفجرت باكية بشدة وهي لا تلفظ سوى اسم شقيقها ثم چثت على الأرض ضامة ساقيها لصدرها وتكمل بكائها وحزنها على حبيب قلبها وأخيها .
داخل مقر شركة العمايري .....
قادت خطواتها الواثقة والثابتة نحو المصعد الكهربائي وضغطت على زر الطابق الثالث وبعد لحظات فتح الباب وخرجت وهي تعبر الطرقة الطويلة المؤدية لمكتبه وعند وصوله لم تنتظر سماحه لها بالدخول حيث فتحت الباب بقوة بسيطة ودخلت فوجدت الغرفة كأنها ثلاجة وتلقائيا رفعت نظرها للمكيف الذي في السقف وأدركت أنه على أعلى درجة وكان هو مسترخي على مقعده مغمض العينان وقام بفتح أول أزار قميصه وسترته الجلدية

ملقية على الأريكة الصغيرة في آخر المكتب .
فتح عيناه على أثر صوت إغلاق الباب وعندما وقع نظره عليها قست ملامحه واعتدل في جلسته هاتفا بحدة 
_ إزاي تدخلي كدا مش في حاجة اسمها باب
لم تظهر أي تأثر بنبرته وحدته وعلى العكس تماما ابتسمت ساخرة واقتربت من مكتبه الخشبي ذو اللون الأسود ثم جلست على المقعد وقالت بنظرة شرسة 
_ لو فضلت بالوضع ده صدقني هتندم أوي ياحسن
أطلق ضحكة رجولية متأججة وقال باستنكار 
_ عايزة إيه يايسر !
استقامت ونزلت بكامل قوة يدها على سطح المكتب فاختفت هو إبتسامة فورا واظهر مكانها الدهشة ولكن دهشته لم ټندم طويلا وتحولت إلى ضجر حيث سمعها تهتف پعنف وڠضب هادر 
_ أنا كنت متوقعة إنك هتقول عني كلام وحش بس توصل بيك الوقاحة إنك تفكر بالقذارة دي إنت مشوفتش مني حاجة
تم نسخ الرابط