روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

في كل شيء وليس له مثيل في الرقة والحنو باتت لا تحتمل لطافته التي تذيب قلبها أكثر وأكثر ! .
كان صمتها بالنسبة له دليل على موافقتها فانطلق بالسيارة قاصدا أحد المطاعم الفاخرة .
توقفت السيارة وترجل هو أولا ثم هي واستحوذ الإعجاب عليها للحظات وهي تحدق بذلك المطعم الفاخر والجميل ثم التقت عيناها بعيناه وحدجته بابتسامة واسعة تعبر عن سعادتها .. أشار لها بيده أن تلتف ناحيته ففعلت على الفور وسارت بجواره وبمجرد دخولهم رأت مالك المطعم يتجه نحوهم ويرحب بهم ترحيبا حارا وبالأخص بزوجها وآشار لأحد النادلين بأن يدلهم على طاولتهم .
سحبت المقعد للوراء وجلست أمامه هاتفة بفضول حقيقي 
_ هو إنت بتاجي هنا علطول ولا إيه
_ مش أنا بس دي عيلة العمايري كلها بتاجي هنا .. ده يعتبر مطعم العائلة المفضل
قالت وهي تتجول بنظرها في ارجاء المطعم وتقول بإعجاب شديد 
_ آهااا بس جميل جدا
_ امممم فعلا .. اطلبي حاجة يلا من المنيو
مدت قائمة الطعام أمامه على الطاولة واستندت بمرفقها على سطح الطاولة ووضعت كفها أسفل وجنتها هاتفة في نظرة كانت تطلق قلوب صغيرة من خلالها مع ابتسامتها العريضة التي اظهرت عن اسنانها ناصعة البياض 
_ اختارلي إنت على زوقك !
نظرتها الجمت لسانها وقيدته فلم تسفعه الكلمات في ذهنه للرد عليها فقط حدق بها مبتسما ببساطة شديدة ثم اخفض نظره وأخذ يتفحص قائمة الطعام لدقائق قليلة وهي تارة تنظر له وتارة تتابع الناس وحركاتهم .. رأته يشير للنادل بيده أن يأتي وأشار له على القائمة بأصبعه على عدة أشياء ثم أخذ النادل القائمة وهو يوميء له بالإيجاب وانصرف فالقى هو نظرة عليها وقال بترقب 
_ مش عايزة تعرفي طلبتلك إيه !!
قالت نافية بنظرة لا تختلف عن سابقتها 
_ تؤتؤ أكيد هيبقى حلو !
هز رأسه بإماءة خفيفة محاولا عدم ثتبيت نظره عليها وعلى نظرتها الرائعة له وساد الصمت بينهم لدقائق حتى اخترقته هي تسأله بجدية هذه المرة ونبرة لا تحمل المزح 
_ إنت ناوي تعمل فيه إيه تاني ياكرم !
فهم المقصود من حديثها وتصنع عدم الفهم وتمتم 
_ مين ده 
_ إنت عارف أنا قصدي على مين !
قالتها بشيء من الانزعاج ليصدر زفيرا متهملا ويقول ببساطة 
_ أنا لسا مطفيتش ڼاري ومش هتتطفي إلا لما ېموت
تأففت مستغفرة ربها بصوت مسموع وتشدقت باندفاع 
_ كفاية ياكرم .. كفاية انا خاېفة يأذيك بجد
هتف بشراسة ونظرة مريبة قليلا 
_ بعد اللي عملته فيه ممكن ميمشيش على رجله تاني أصلا ومش هيتجرأ لا يقربلك ولا يلعب معايا

تاني عشان سعتها هقطع راسه
كلامه ونظرته جعلتها تبتسم بذهول وتقول بعدم تصديق واستيعاب 
_ أنا مش مصدقة إن إنت كرم اللي اعرفه والله ده إنت طلعت جبار أوي !!!
بادلها الابتسامة وفي لحظة اختفت نظرته وحلت محلها نظرة هادئة وهو يجيبها بتأكيد على كلامها 
_ للأسف دي حقيقة مؤلمة عني !
افترت عن ابتسامة عريضة وهمهمت بمشاكسة ورقة 
_ بس برضوا هتفضل بنسبالي الكوكو بتاعي !!
_ نعم !!!!!!
قالها باندهاش حقيقي من تلقيبها له بهذا الاسم الغريب لتعيد هي عليه الاسم بضحك 
_ الكوكو بتاعي !
اشار لنفسه بذهول متمتما بنبرة رجولية خشنة 
_ أنا كوكو !!!!
_ آه .. طاب والله لايق عليك جدا تعرف كدا !
طالت نظرته المنذهلة إليها وإذا بها تجده يضحك باستنكار وسخرية ثم انحني قليلا للأمام نحوها برأسه وهمس في اغتياظ يحاول اخفائه بابتسامته المزيفة 
_ لا مش لايق ومتقولهوش تاني عشان أنا ماسك نفسي بالعافية !
قربت هي الأخرى رأسها منه وهتفت بتحدي وهي تضحك 
_ هقوله !!
صر على أسنانه كدليل على أن غيظه وصل لذروته فتراجعت هي لوضعها الطبيعي وكتمت ضحكتها التي كادت تنطلق من بين شفتيها بقوة على منظره ليرمقها وهو يلوى فمه بقرف !!! .
انتهت ميار من ارتداء ملابسها ثم رفعت نظرها إلى ساعة الحائط وكانت الساعة قد تخطت التاسعة مساءا مدت يدها وجففت دموعها بظهر كفها في حړقة وهي تنظر لنفسها في المرآة ولملابسها الجديدة تماما عليها ترتدي رداء طويل وفضفاض بأكمام طويلة وتلف الحجاب فوق شعرها .. ارغموها على ارتداء الحجاب كما أجبرت على الزواج من رجل لا تريده ولكن ليس بوسعها شيء فجميع العائلة تجمعت ضدها واجتمعوا جميعهم على تزويجها من علاء حتى جدتها !! .
سكنت تماما على مقعدها وهي تحدق أمامها بفراغ تفكر بمصيرها كيف سيكون مع ابن عمها الذي يبدو أنه رجل قاس القلب وسيذيقها العڈاب ألوان وأصناف .. وبينما تبحر في عالم احزانها سمعت صوت الباب يفتح فوثبت واقفة ظنا منها أنه هو وجاء لأخذها حتى ينتهوا من مراسم الزواج ولكنه لم يكن هو بل كانت الجدة .. دخلت وحدقتها بأعين غاضبة ومنفرة وهي تقول له بحدة 
_ يلا عشان المآذون تحت والكل مستنى
اسرعت إليها وقبضت على كفها تقبله وهي تتوسلها پبكاء عڼيف 
_ يانينا please متخلهمش يجوزوني منه أنا مش عايزاه .. ده هيعذبني !
سحبت الجدة كفها
تم نسخ الرابط