روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

على شفتيه ثم هتف بضجر وقد تلاشت الابتسامة 
_ متعصبش إزاي يعني ياشفق إنتي مشوفتيش اللي حصل .. وليهم عين ياجوا لغاية بيتي وبذات ابن عمك الحيوان ده
أجابته برقة ولطافة تذيب القلب 
_ ميهمنيش اللي حصل الأهم إنك بخير ومحصلتش مشكلة وإن شاء الله متحصلش .. يكفيني وجودك وأنا هكون مطمنة ومرتاحة طول ما إنت جنبي
صعدت الابتسامة
_ أنا دايما جمبك يا أميرتي
عيناها تتحدث بدلا عن لسانها وتخبر بالكثير من سعادة وعشق وسکينة وهو يستطيع فهمها جيدا يلا مش مشكلة تتعوض
ارتبكت عند ذكره ليلتهم وتذكرت ماحدث قبل أن يرن هاتفه فازداد توترها وتوردت وجنتيها لتتمتم بصوت مضطرب 
_ أنا هروح أنام تصبح على خير
_ تصبحي على خير ياحياتي
ردت متلعثمة ومرتبكة بصوت يكاد لا يسمع 
_ وإنت من أهله
اغمضت عيناها تحاول الهرب من خجلها ومن وضعهم عن طريق النوم .. أما هو فظل مستيقظا يتطلع إلى السقف وسرعان ماعبس وجهه من جديد ورسم الحدة والوعيد على محياه فإن حاول ذلك الرجل سواء هو أو ابنه مجرد الاقتراب منها فقط يقسم بأنه سيجعلهم يذوقوا العڈاب أشكالا والوانا ......
اشرقت شمس يوم جديد ...
داخل مقر شركة طاهر العمايري بأمريكا .
كانت يسر تتحدث مع أبيها في الهاتف كالآتي .......
_ أنا كويسة يابابا متقلقش
هتف طاهر مقتضبا بحزم 
_ كلمت حسن إمبارح وقالي إنه عايز يصلح كل حاجة بينكم .. لو إنتي مش عايز ترجعي وتقعدي معاه يابنتي قوليلي وأنا مستحيل اخليكي تكملي وإنتي مش عايزاه
تنهدت بأسى لتجيبه بخفوت 
_ اطمن يابابا أساسا هو ميقدرش يجبرني على حاجة .. وأنا لسا عند قرار الطلاق ووافقت اقعد معاه اليومين دول بشرط إنه يبدأ في اجراءات الطلاق واتفقنا .. متخفش عليا أنا بخير
سأل طاهر بترقب 
_ وهو وافق على الطلاق !!!
سمع همهمتها بأجل ليعقد حاجبيه باستغراب

ثم رجح بأنه قد يكون اقنعها بموافقته فقط حتى يهيأ لها أنه ذعن لرغبتها في الطلاق . تمتم طاهر بنبرة حكيمة 
_ ماشي يابنتي طالما إنتي عايزة كدا .. خلي بالك من نفسك ولو حصل أي حاجة اتصلي بيا
_ حاصر يابابا مع السلامة
انهت معه الاتصال ووضعت الهاتف على سطح المكتب وهي تزفر بعدم حيلة باتت لا تعرف مالذي يجب عليها فعله .. هل تسمع لقلبها الذي لا زال يعشقه ويلح عليها في طلب واحد وهو اعطائه فرصة لعله يكون صادقا حقا أما تستمع لواقعها الذي يخبرها بأن لا طريق للنجاة وقد وصلوا إلى نهاية الطريق وكلاهما سيسلك طريقا مختلفا قريبا .. وضعت كفها على بطنها تملس عليها برفق تسترجع بذاكرتها يوم معرفته بحملها ومالذي فعله لكي يتخلص منها هي وطفلها فقويت مشاعر البغض عليه وزاد إصرارها على الطلاق هامسة لنفسها وهي تنظر لبطنها 
_ إزاي منتظر مني السماح بعد كل اللي عمله .. هل هو متوقع إني هرجع اطمن على نفسي مع واحد مكنتش فارقة معاه أساسا وكان عايزة يدخلني عملية إجهاض من غير مايفكر فيا أو اللي ممكن يحصلي .. كان عايز ېقتل ابنه عشان هو مني بس مفكرش في يوم يعاملني كويس ومعاملة طيبة وأنا كنت بستحمل عشان حبي ليه .. ودلوقتي جاي بيطلب السماح !!
لمعت عيناه بوميض مرعب وهي تقول بوعيد 
_ متخفش ياحبيبي مش هسمحله يأذيك أو ياخدك مني أبدا .. هخليه يشرب من نفس الكاس المر اللي كان بيشربني منه
في هذه اللحظة فتح هو الباب ودخل ثم اغلقه خلفه واقترب يجلس على المقعد المقابل للمكتب يجاهد في تمالك غضبه متمتما بهدوء مزيف 
_ طلعتي من غير ماتقوليلي ليه 
هدىت ببرود أعصاب واستهزاء 
_ بصفتك مين عشان أقولك !
بدأ غضبه يتفاقم ولحسن الحظ أنه مازال يتحكم به حيث قال وهو يصر على أسنانه 
_ جوزك ومن حقي امنعك من الخروج كمان لو عايز
_ بنسبالك بس لكن أنا عمري ماهشوفك زوج ليا لأن حسن بنسبالي ماټ من زمان وملوش وجود
ابتلع قسۏتها في الحديث معه وهتف شبه منفعلا 
_ مش عايز اشوفك مع راسل نهائي يايسر مفهوم ولا لا
قهقهت ساخرة تجيبه 
_ ماشاء الله من أول يوم مش بتلتزم باتفاقنا .. طيب أنا هفكرك تاني ملكش دعوة بيا أقعد مع مين ولا اطلع مع مين .. إنت مش هتمشي كلمتك عليا ياحسن باشا
انتفضت جالسة عندما رأته يضرب بكف يده في عڼف على سطح المكتب صارخا 
_ هتمشي يامدام .. أنا مستحمل كل طلباتك ومش برفضلك طلب واللي عايزاه هنفذه بس لغاية هنا وكفاية عشان متشوفيش حسن القديم .. تلتزمي حدودك مع أي راجل مش راسل بس وأنا حذرتك أهو اللهم إني بلغت اللهم فاشهد .. لو شفتك معاه تاني يايسر مش هكون مسئول عن اللي هعمله
لم يهمها أي شيء قاله سوى جملة حسن القديم لقد كانت للتو تفكر في اعطائه فرصة وتخوض صراع مع قلبها وعقلها وهو يقول بأنه قد يجعلها ترى الشخص الذي بغضته مجددا هل هذا هو
تم نسخ الرابط