روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

في داخله !! ..........
مع غروب الشمس وحلول المساء .......
فتح كرم الباب ودخل ثم نزع حذائه عنه واغلق الباب خلفه وقاد خطواته نحو غرفته مباشرة لظنه بأنها ستكون نائمة في فراشهم ولكنه سمع

صوتها وهي تهتف من المطبخ 
_ كرم إنت جيت !
توقف والټفت برأسه للخلف وأجابها 
_ أيوة ياشفق جيت
ثم استدار بكامل جسده وذهب إليها ليجدها تقف أمام آلة تحضير القهوة وتحاول تشغيلها وهي تقول بعبث 
_ إزاي بتشتغل دي .. نفسي أعمل عليها قهوة مش عارفة !!
_ ابعدي وهوريكي إزاي تتعاملي معاها
تراجعت للخلف وركزت كامل انتباهها عليه وهو يريها طريقة تشغيلها والتعامل معها وبعد أن انتهى نظر لها بعيناه الرمادية متمتما 
_ عرفتي إزاي هتشغليها !
اماءت بابتسامة رقيقة وهمت بأن تطبق عملي ما علمها حتى تحضر لها كوب قهوة لعله يزيل الآم رأسها ولكنها وجدته يقبض على رسغها هاتفا بشيء من الحزم 
_ إيه إنتي هتعملي قهوة دلوقتي !!
_ أهاا مصدعة أوي والله ولما بشربها بتظبط دماغي جدا !
رأت الابتسامة تشق طريقها لشفتيها وهو يردف ساخرا 
_ إيه شغل المدمنين ده !! أنا اللي من عشاقها مش بشرب منها في الوقت المتأخر ده ثم إن غلط تشربيها دلوقتي لو مصدعة نامي لكن لو شربتيها دلوقتي هتزود عليكي الصداع وهتعملك إرهاق ومش هتعرفي تنامي
رفعت يدها تشير إلى عقلة من سبابتها قائلة برجاء ونظرات مستعطفة 
_ هشرب حتة صغننة خالص قد كدا !!
هز رأسه رافضا بحدة مزيفة ليحاول اخفاء ابتسامته على طفوليتها 
_ تؤتؤ .. قولت لا
تأففت بخنق وقالت بعبوس وضيق 
_ يوووووه إنت وحش على فكرة
يديرها لكي تتجه معه نحو الغرفة متمتما بمشاكسة محببة لقلبها 
_ تقريبا إنتي أول واحدة تقول إني وحش بس ما علينا تعالى عشان عندى ليكي خبر حلو
تجاهلت جملته الأخيرة أو بالأحرى لم تركز فيها جيدا فأجابته بغنج انوثي ومغازلة صريحة به 
_ بهزر طبعا هو مين ده اللي وحش ! كل الحلاوة دي ووحش !!
رفع حاجبه فاترا عن ابتسامة واسعة تميل لليسار قليلا وقال برقته المعهودة يتغزل بها بمداعبة لأول مرة .. فقد تمكنت في الأيام القليلة أن تمحو حواجز توتره وخجله منها واصبح يتصرف معها بطبيعية وبحرية أكثر 
_ دي عيونك اللي حلوة
_ هو أنا المفروض دلوقتي اتكسف ولا اندهش !
_ زي ماتحبي !!
قالها بنفس تعابير وجهه السابقة لتحاول هي الخروج من قوقعة خجلها وتوترها فتهتف بفضول 
_ طيب إيه هو الخبر اللي بتقول عليه ده !
أخذ نفسا عميقا وأخذت ملامحه القليل من الجدية مع بعض الفرح وهو يقول 
_ من هنا ورايح مفيش قلق تاني وده مش بنسبالك بس ده بنسبالي أنا كمان لإني كنت ببقى قلقان وخاېف عليكي كل ما اطلع من البيت واسيبك وحدك بسبب الحيوان اللي كان بيحاول يأذيكي .. ودلوقتي حصل حريق في البيت اللي كان موجود فيه وهو كان جوا وماټ محروق لدرجة إن جثته مش باين ليها ملامح
هيمن عليها الذهول للحظات قبل أن تهدر پصدمة وعدم استيعاب 
_ لحظة فهمني طيب ده حصل إزاي وامتى !
_ حصل امبارح الفجر أما إزاي فأنا ذات نفسي معرفش بس مش هو ده المهم .. المهم إننا خلصنا من شره وربنا انتقم لينا منه أنا حاسس براحة جميلة جدا من وقت ما عرفت وبحمد ربنا إنه خلاني اشوفه قبل ما ېموت عشان اخد حق اروى واطفي ڼاري دلوقتي بس أنا أقدر أقول إن الهم اللي كان على قلبي انزاح
اتسعت ابتسامتها وقالت بسعادة غامرة وأعين تفيض حبا 
_ لا أنا بقى بحمد ربنا انه استجاب لدعواتي لإني كنتي خاېفة عليك منه أوي بس خلاص ماټ وارتحنا منه
حدجها مبتسما للحظات طويلة يمعن النظر فيها حتى وجدها تهتف بحماس طفولي 
_ طيب وبمناسبة الخبر الحلو ده يلا نشرب قهوة
انطلقت منه ضحكة مرتفعة وقال بإصرار ورفض قاطع 
_ لا برضوا .. ويلا روحي نامي عشان الصداع اللي عندك ده يخف
_ اووووووف بجد ياكرم
رأته يقف جامدا لا يظهر عن أي ابتسامة أو تعبيرات لطيفة فقط معالم وجهه صارمة بعض الشيء فتحركت باتجاه الغرفة وهي تلتفت برأسها له وترمقه بأعين مغتاظة وتقوم ببعض الحركات الكوميدية بشفتيها كدليل على غيظها وخنقها منه ومن رفضه وأخيرا سارت مباشرة دون أن تتلفت له ودخلت الغرفة ليضحك هو مغلوبا على أمره من مشاكستها وعنادها ثم لحق بها !! ........
طرقت ميار عدة طرقات خفيفة على الباب حتى اتاها صوته الرجولي وهو يسمح لها بالدخول ففتحت الباب ودخلت على استحياء ورأته يشير لها بعيناه ناحية الباب ففهمت فورا واغلقته خلفها ثم تحركت نحوه وجلست على المقعد المقابل له هامسة بنظرة مضطربة 
_ حضرتك قولت إنك عايزني !
أخذ طاهر نفسا عميقا قبل أن يهتف بحدة 
_ أيوة حبيت اقولك بنفسي عشان تعملي حسابك ومتحطيش أمل إنك ممكن ترجعي المانيا تاني
رمقته بذهول صامتة لخمس ثوان حتى تحدثت بعد استيعاب لما تفوه به للتو

_
تم نسخ الرابط