روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

بصوت رجولي أجش 
_ هيفضل حبك لخطيبك حاجز بينا وهيفضل خداعك ليا نقطة سودا في علاقتنا
هتفت بنبرة صوت مرتفعة قليلا وصدق ينبع من صميم فؤادها 
_ مبقتش أحبه والله العظيم مبقتش بحبه ليه مش عايز تفهم !! .. أنا مفيش حياتي حد غيرك ومبقتش بفكر غير فيك وعايزاك تديني فرصة اثبتلك ده واثبتلك إني مش بفكر فيه نهائي وإني ندمانة على اللي عملته اديني فرصة استعيد ثقتك فيا من جديد
نفسا قويا أخذه وأخرجه زفيرا حارا قبل أن يهتف في غلظة صوت ونظرة ثاقبة كالصقر 
_ طيب هديكي فرصة ولو معرفتيش تستعيدي الثقة دي هيحصل إيه
_ مفيش لو .. أنا هصلح كل حاجة عملتها صدقني
امسك بكوب الشاي والقي عليها نظرة قوية قبل أن ينصرف ويتركها تتراقص فرحا من داخلها وتفكر ماذا ستفعل لتتمكن من إعادة المياه لمجاريها فارتفعت لشفتيها ابتسامة مختلطة بمزيج من المشاعر الرومانسية حين تذكرت نومها ليلة أمس وهو بين ذراعيها إحساس داهمها لا تجد الكلمات لوصفه سوى أنها شعرت بالسلام والراحة النفسية بجواره !! .
فتحت الباب ببطء ودخلت حتى توقظه فتجده مازال نائما تنهدت بعمق ثم اقتربت من الفراش وجلست على الحافة بجواره تبتسم بحب لا تعرف سبب تغيره معها منذ آخر شجار بينهم والذي كان من أسبوع كامل .. لم يكن تغيرا جذريا ولكنه لم يعد يعاملها باحتقار وتقرف بل أصبح عاديا تماما يتحدث بطبيعية مما جعلها تشك بأمره وتتساءل بفضول وحيرة هل خطتها تسير في الطريق الصحيح أم أنه أشفق عليها أم ماذا كانت تسأل نفسها هذا السؤال منذ ثلاث أيام وتخشى أن تسأله فتسمع منه ردا يدخل اليأس لقلبها أو تسمع ما لا تريد سماعه وينفعل فيشب شجار جديد .. وكانت تفضل عدم معرفتها سبب هذه المعاملة يكفي أنها تسعدها وتعطيها المزيد من الأمل .
انحنت نحوه وطبعت قبلة طويلة على وجنته تبث بها كل شوقها وحبها له ففتح هو عيناه دفعة واحدة بشيء من الفزع حين شعر بها وخرج صوته تلقائيا 
_ بتعملي إيه !
ارتدت للخلف فورا في زعر وهتفت بتوتر مع قليل من الخجل 
_ ولا حاجة كنت جاية اصحيك عشان منتأخرش على الشغل
اعتدل وفرك عيناه متمتما بابتسامة مزدردة 
_ وإنتي كدا بتصحيني ولا بتتحرشي بيا وأنا نايم
أشارت إلي نفسها بسبابتها هادرة بدهشة وترفع 
_ طيب ابعدي
نزل

من الفراش وتوجه للحمام لكي يأخذ حماما صباحي قبل الذهاب للعمل أما هي فقد همست لنفسها في فضول قاټل 
_ لا ما أنا هتحصلي حاجة لو مفهمتش هو بيتعامل معايا كدا ليه !
خرجت وبدأت في وضع طعام الإفطار في الصحون ومن ثم ترتيبها على الطاولة الأمر الذي استغرق منها ما يقارب العشر دقايق وبعدما انتهت اندفعت نحو غرفتها مجددا حتى تستعجله وفتحت الباب لتجده يلف منشفة على نصفه السفلي وكان سيهم بفكها لولا دخولها الذي اوقفه فاستدارت فورا بجسدها كاملا توليه ظهرها هاتفة بإيجاز 
_ أنا حطيت الفطار يلا عشان ميبردش
ثم خرجت وأغلقت الباب بسرعة وهمت بالرحيل من أمام الباب ولكنها توقفت حين عزمت على أن تحصل منه على إجابة للسؤال الذي تطرحه منذ أيام فانتظرت لدقيقة وطرقت على الباب هاتفة 
_ حسن
_ اممممم
قالت بترقب لإجابته 
_ خلصت .. عايزة اقولك حاجة
_ ادخلي خلصت
فتحت الباب من جديد فوجدته ارتدي بنطاله فقط هل سألته انتهيت أم لا لتقصد البنطال فقط ولكنها لم تركز كثيرا عليه وحاولت أن تثبت نظرها على وجهه فقط ثم اقتربت منه ووقفت بجانبه وتابعته وهو يفتح الخزانة ويلتقط قميصا من اللون الازرق الداكن ويدخل ذراعيه في أذرعته وكان على وشك أن يغلق أزراره ولكن سؤالها جعله ينتبه لها أكثر وينظر لها حيث قالت بوضوح دون أي مقدمات 
_ إيه سبب تغيرك معايا من ساعة ما اتخانقنا على موضوع الطلاق
اتاها صوته القوي وهو يبتسم ببساطة 
_ أنا متغيرتش بس تقدري تقولي إني لقيت إن شغل القط والفار ده مش هيفيد بحاجة بالعكس هيوجع دماغي أنا والأفضل إني اتعامل معاكي بسلاسة وعادي جدا لغاية ما نتطلق
هذا ما كانت تخشى سماعه ولهذا كانت مترددة في سؤاله وعلى عكس المتوقع منها غمغمت في شيء من السخرية 
_ يعني إنت خلاص قررت إنك هتطلقني
بدأ يزرزر قميصه وهو يقول بمبالاة 
_ إنتي شايفة إننا ينفع نكمل مع بعض !!
قالت بهدوء تام 
_ ومينفعش ليه !
نظر لها وقال ببرود قاسېا وكلمات دخلت في قلبها كالسقم الذي يفتت الأعضاء 
_ عشان احنا مننفعش لبعض وعشان أنا مش قادر أحبك
رفضت الكلمات الخروج ورفض صوتها أن ينطلق من حنجرتها وفقط شعرت بأن دموعها على وشك التجمع في عيناها وما زاد الأمر سوءا استرساله في الحديث ولكن هذه الأمر ببعض اللين 
_ إنتي مش هتقدري تغصبي حد عشان يحبك يا يسر .. أنا مش بحبك فعلا بس كمان مش بكرهك أنا بكره تصرفاتك وأفعالك ومش عايز أكرهك فعشان كدا هننصبر لغاية ما تعدي
تم نسخ الرابط