روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
المحتويات
الله يسلمك ياحسين
وفي هذه اللحظة انضم لهم زين الذي جاء للتو وحين رأى شقيقته جالسة على المقعد وهي مغمضة عيناها فاقترب منها وقال في فزع
_ مالك يارفيف !!
اجابه إسلام بنبرة رجولية عادية
_ تعبت شوية يازين
عاد بنظره لشقيقته ومد يده يملس على وجنتها ويقول بحنو
_ رفيف ياحبيبتي مالك .. إيه اللي تعبك !
احس بحرارة جسدها المرتفعة فحرك كفه وملس على جبهتها وكافة وجهها ثم قال في حدة
_ حرارتك عالية عشان كدا تعبتي ليه بتاجي المطعم لما شايفة نفسك تعبانة
لم تجيبه فهي تشعر بنفسها غير متوازنه ولا تقوي على التحدث ولكن شعرت به يمسكها من ذراعها ويساعدها على الوقوف هاتفا بصرامة
لم تعترض لعلمها بأن الاعتراض لن يجدي بنفع معه ونهضت دون مقاومة بينما زين فنظر لإسلام وقال بصفاء
_ أنا كنت جاي عشان اتكلم معاك هتصل بيك وهقولك عشان نتقابل
رتب إسلام على كتفه قائلا بابتسامة واسعة
_ تمام هستني اتصالك
ثم تابعهم وهو يأخذ شقيقته ويخرج بها ثم يساعدها على الصعود بالسيارة وينطلقوا
ساعات مرت وهو يحاول الاتصال بها ولكن لا إجابة منذ استيقاظه من النوم وهي لا أثر لها بالمنزل فانتابه الفضول حيال أين ذهبت دون علمه وكان ينوي أن ينهي الشجار القائم بينهم منذ صباح الأمس ويتقبل الأمر الواقع بعدما احس في قرارة نفسه بالقلق والخۏف من أن يصبها شيء إن أجرت هذه العملية بالفعل فيعيش في عڈاب ضميره الأبدي وكان سيخبرها بتراجعه عن رغبته في إجهاض الطفل ولكنه لم يجدها والتساؤلات تنهش عقله نهش !! .
_ الفصل العشرون _
وبعد وقت طويل من محاولات الوصول لها أخيرا جاءته رسالة منها مدونة بها أنا في المستشفى ياحسن وداخلة العمليات هجهض الطفل حدق برسالتها في ذهول لدقيقة كاملة وسرعان ما اجرى بها اتصال وهو يثب واقفا ويقول بنفس مضطربة
انزل الهاتف من على أذنه وهو يمسح على جبهته پعنف هاتفا في اغتياظ وقلق
_ غبي !! .. أنا إيه اللي عملته ده
اندفع نحو غرفته وفي ظرف دقيقتين ارتدي ملابسه وغادر المنزل مهرولا ليحاول اللحاق بها قبل أن يفت الآوان وحرك محرك سيارته وانطلق به وهو يفكر بأي مستشفى ستكون !! فهي حتى أنها لم تقل له في أي مستشفى موجودة ولكنه سيجرب الذهاب لأحد المستشفيات مستمعا لصوته الداخلي الذي يقول بأنها ربما تكون هناك ! وضع هاتفه أمامه ولا يتوقف عن محاولات الاتصال بها وعندما يأس فكر بأن يجرب آخر محاولة لعلها تنجح حيث ارسل لها تسجيل صوتي يقول فيه بصوت جاد به شيء من الخۏف يسر متدخليش العملية أنا غيرت رأى خلاص عايزه الولد ردي عليا بقى ايدك وقوليلي إنتي فين أنا في الطريق .
قضي النهار كله يبحث في كل مستشفى من الممكن أن تذهب إليها ولكن لا وجود لها في أي مكان أحس بأنه سيفقد عقله وهو يفكر ويتساءل ماذا فعلت هل اجهضته أم لا ! وماذا حدث لها لما لا تجيب علي كلما تمر الدقائق يزداد خوفه ورعبه وتتناطح الأفكار السيئة في عقله حول إصابتها بمكروه وهي تجهض ! .
أوقف السيارة جانبا وهو يتأفف بعدم حيلة وملامح وجهه تقوست بعبوس شديد هامسا لنفسه في نبرة مختلفة
_ روحتي فين بس يايسر
ارجع رأسه للوراء على المقعد وأغمض عيناه بإرهاق بعد ذلك اليوم الطويل والشاق من البحث عنها وإذا به يسمع صوت رسالة لهاتفه فانتفض جالسا بعدما توقع أنها هي وبالفعل كانت هي وارسلت له رسالة صوتية ففتحها ليسمع صوتها الغريب والمبحوح وهو تقول بقوتها المعهودة أنا عندى واحدة صحبتي تعبانة ومش هقدر آجي متتعبش نفسك وتتصل بيا عشان مش هرد عليك وهقفل التلفون بكرا الصبح هرجع البيت .. وبخصوص الولد فأحب أقولك اتأخرت أنا نزلته خلاص اتسع بؤبؤي عيناه بذهول وهو يستمع لآخر جملة قالتها نزلته !! ما معنى اجهضدته !!! لماذا فعلت هذا ليتها استمعت له للمرة الأخيرة قبل أن تذهب وعرفت بأنه تراجع .
بدا عى وجهه علامات الحزن والألم وهو يقول بصوت به شيء من الشجن
_ ليه كدا .. ليييه !
حاول الاتصال بها على أمل ان تجيب ولكنها اغلقته فور ارسال رسالتها ليتنهد بيأس ويستدر بسيارته ليعود للمنزل وسينتظر عودتها في الصباح فهو ليس أمامه حل سوى هذا الآن ! .
عاد للمنزل بعد دقائق طويلة وبدل ملابسه ثم تسطح على الفراش
متابعة القراءة