روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

ودمائه تغلي في عروقه وعقله يرسل له إشارات متتالية أن يقبض على رقبتها وېخنقها ليتخلص منها نهائيا ولكنه تظاهر بالثبات لتكمل هي بنبرة أكثر شراسة من السابقة 
_ مش بعد السنين دي كلها

هسمح لحد ياخدك مني إنت ليا لوحدى .. تعرف أنا ماشية بمبدأ إيه لو الحاجة مش هتكون ليا يبقى مش هتكون لحد غيري أبدا
هذه مچنونة حتما فاقدة لعقلها !! كان يقولها لنفسه فلا يمكن أن يكون حبها له وصل لهذا الحد من الجنون . فهتف منذهلا مما تقوله 
_ إنتي مستحيل تكوني طبيعية إنتي محتاجة تروحي مستشفى مجانين وتتعالجي بجد
لم تبالي بما قاله فهي الآن في ذروة ڠضبها واستمرت في الحديث قاصدة استفزازه 
_ لو أنا عملت زيك وشوفت صوري وأنا في كباريه وفي حضڼ راجل أنا عارفة إنك مش طايقني ومش هتفرق أوي معاك بس هتحس بإيه لإني في الأول وفي الآخر مراتك للأسف
هتف ضاحكا بسخرية وعدم مبالاة 
_ روحي اعملي هو أنا منعتك
لن تتركه إلا حين تثير جنونه كما أثاره حيث قالت بنبرة صوت وهي تطلق كلمات تعرف مدى تأثيرها عليه جيدا 
_ متأكد ! أصل أنا دلوقتي زي ما قولتلك أنا مراتك يعني أي كلمة هتاجي في حقي هتكون في حقك إنت وإنت اللي هتتفضح يعني أهلي مش هتطولهم الڤضيحة قد ماهتطولك والناس بقى لسانها مش بيسكت هيقولوا إيه اللي يخليها تعمل كدا إلا لو كان جوزها مش راجل ولا مؤاخذة مش عارف يحكمها ولا يشكمها وكلام كتير كدا أنا اتكسف ما أقوله بس إنت فاهم
نجحت في إثارة عواصفه حيث أحمرت عيناها بسبب جملتها الأخيرة الذي فهم مقصدها منها جيدا فتحول لجمرة نيران ملتهبة وبحركة مفاجأة جذبها من خصلات شعرها هاتفا في صوت يأتي كالرعد في أذنها 
_ إنتي عاوزة إيه ! عاوزاني أمد إيدي عليكي وأوريكي أنيل من اللي شوفتيه إمبارح رسيني إنتي عاوزة إيه عشان أفهم والبيلك طلباتك
دفعت يده عنها پعنف صائحة محذرة إياه 
_ اوعى تفتكر نفسك إنك قدرت عليا إمبارح أنا اللي سبتك بمزاجي وإياك ياحسن تجرب تمد إيدك عليا تاني فاهم ..
ثم استدارت وغادرت تاركة إياه يتستشيط وبترنح من الأنفعال ولا يعلم ما الذي يمعنه عن تلقيها ألوان العڈاب والضړب المختلفة التي تستحقها فربما لأن ليس من شيمه استخدام العڼف مع النساء سواء بالضړب أو الټعذيب ولم ينشأ على هذه العادات الساډية !! .....
... عروس !!!! .. تتلقى التهنئيات من الجميع منذ صباح اليوم لما الكل سعيد ماعداها بالبرغم من أنها هي التي يفترض بها أن تكون أسعدهم ! ترتدي فستان زفافها ولا تشعر به على جسدها .. كأنه رداء للعيد قامت بشرائه ولم تنتظر قدوم العيد وارتدته قبل الآوان في مكان وزمان غير مناسب فلم تشعر بفرحته كما يجب وتكثر ملامسته والنظر لنفسها في المرآة لعلها تجد سعادتها الخامدة في الأعماق ولكن كلما تنظر لا ترى سوى عبوس وألم وحسرة على حظها السيء الذي حرمها السعادة في مثل هذا اليوم الذي لا يتكرر سوى مرة واحدة ! وانقباض قلبها يزداد كلما يقترب انتهاء الزفاف لا تعرف سبب هذا الانقباض فيأتي دور عقلها الذي لا يهدأ عن تشويشها وإتعابها ويقول لما الحزن ياعروس ! فأنت من اخترتي الزواج وإنت لا تحبيه .. وأخبرتك أنه لا يصلح لك وعلاقتكم لن تستمر كثيرا ولكنك أصريتي على قرارك الخاطىء هذا الرجل لا تستحقيه يامخادعة هو يستحق امرأة تحبه كما يجب أن يحب .. ولكن بقائه معك أكبر خطأ ارتكبه وكلاكما سيدفع ثمن هذا الخطأ ! هذه المرة عقلها قال الحقيقة كاملة ولكنها تجهل الإجابة عن سؤاله عن سبب حزنها !! ربما يكون سببه عدم تمكنها من حبه وهي تريد أن تنعم بحياة زوجية سعيدة معه أو ربما يكون لأن ضميرها يأنبها بشدة أنها كذبت عليه واستغلته طعم في بادئ الأمر لترضي كبريائها الذي دمره خطيبها السابق !! وهي لا تنكر أنها كانت ترغب في زواج يعيد لها كرامتها ولكن بعدما تعرفت عليه جيدا تغيرت أهدافها لتصبح محاولات للتمسك به والوقوع في شباك عشقه ولكن يزال ضميرها يذكرها دوما بهدفها منذ البداية والذي ربما يكون قائم حتى الآن
فاقت من شرودها على صوت رفيف وهي تسألها عن أحولها ولما شاردة فتقابلها بابتسامة مزيفة وتنظر للجميع بأسى وبعد لحظات تجد صديقتها تسرع نحوها بوجه مذعور وتهمس في أذنها 
_ ملاذ أحمد برا
انتفضت جالسة وقالت بتوتر شديد 
_ إيه وهو عرف إزاي إن فرحي النهردا !!
_ معرفش أنا تلفونك كان معايا ورن فرديت ومعرفش إنه هو لقيته بيقولي خلي ملاذ تطلعي وإلا هعملها مشكلة
تطلعت لصديقتها بتردد وخوف ولكنها حسمت أمرها وشعرت بأنها فرصة لكي تستعيد كرامتها المهدرة فاقتربت من أذن مي هاتفة 
_ أنا هطلعله ولو حد سألك عليا قوليلوا روحت الحمام أظبط الفستان
قبضت على ذراعها
تم نسخ الرابط