روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

على أمرها 
_ خلاص خلاص ماشي أنا هبقى اتصرف واخلي خالتوا تقعدني في الدور اللي فوق وحدي
رمقتها أمها بطرف عينها في استنكار ثم تركتها ورحلت لتنطلق من يسر ابتسامة منطفئة وهي تأمل في قرارة نفسها أن تكون هذه الرحلة ذات آثار إيجابية عليها وتتمكن من نسيان الألم الذي تركه في قلبها ولا تستطيع التخلص منه مهما فعلت !! .....
دخل ثم أغلق الباب خلفه ووقف يحدق بالمنزل بات لا يطيق البقاء فيه بدونها و لا يستطيع مفارقته أيضا ويحس بها في كل جزء منه !! .....
اتجه نحو غرفتها ونزع عنه سترته ثم القاها على الفراش واقترب منه ليرمي بجسده على فراشها يحاول اشتمام رائحتها فيه وهو يهمس بمرارة وسخرية من ذاته الغبية 
_ يارتني صدقتهم لما قالولي هتندم لو خسرتها واديني خسرتك وندمان ندم عمري ماندمته في حياتي ومش عارف إزاي ارجعك ليا وإذا كنت أنا مش قادر اسامح نفسي هخليكي تسامحيني إزاي وضميري بيموتني وبيفكرني في كل لحظة إني السبب في مۏت ابني وإني لو مكنتش عملت معاكي كدا مكنتيش هتنزليه ومكنش ده كله هيحصل بينا وكمان مكنش ده هيبقى حالي في بعدك عني
كان باب الخزانة مواربا وانتبه هو لقطعة من ملابسها الموجودة بداخله يبدو أنها نسيت أن تأخذها معها يوم ذهابها فهب واقفا والتقطه يحدق به جيدا فتذكر أنه نفس الرداء الذي كانت ترتديه عندما جاء للمنزل ثملا وقضى معها أول ليلة بينهم .. فضحك بأسى وقد فهم الآن لما هذا الرداء لم تأخذه معها فقد أبت أخذ أي شيء يذكرها بما حدث بينهم تريد أن تنسى كل شيء وكأنه لم يكن وهو أول هذه الأشياء !! .
عاد وجلس على الفراش ثم قرب الرداء من وجهه يشم رائحتها ويغمغم بصوت يغلبه البكاء وندم 
_ أنا آسف سامحيني
اجهش في بكاء حار وهو يهتف بصدق وقلب يمزقه الاشتياق 
_ وحشتيني أوي
دامت حالته هكذا للحظات طويلة حتى تمدد بجسده على الفراش ونام حتى الصباح دون أن يشعر بأي شيء وإذا به يثب فزعا عندما سمع صوتها وهي تهتف حسن ! .. تلفت حوله كالمچنون بحثا عنها ولكنها ليست موجودة تأفف ومسح على وجهه بعد أن أدرك أنه خيل له وعقله بدأ يطلق الهلاوس لينهض ويتجه للحمام وهو لا يدري أن علقھ لم يكن يتخيل وأنها موجودة بالفعل !! .
خرجت هي من خلف الباب وهي تصدر زفيرا بارتياح وټلعن نفسها الغبية التي نطقت باسمه ولكن ماذا تفعل فقد أتت للمنزل مجبرة حتى تأخذ جواز السفر بعدما اكتشفت أنها نسيته ولم تكن تتوقع أنه يأتي للمنزل أساسا منذ ذهابها فجاءت مطمئنة بأنها لن تجده ولكن صدمت به بل وكانت الصدمة الأكبر حين رأته في فراشها وبيده ردائها فوجدت نفسها تهتف باسمه من صډمتها بدون وعي !! .
سمعت صوت رذاذ المياه في الحمام فحمدت ربها أنه يستحم وسيكون لديها الوقت لتبحث عن ما جاءت لأجله وتذهب قبل أن يراها .. اندفعت واخذت تبحث في الادراج والخزانة فلم تجده خرجت واخذت تبحث ببقية المنزل في عجلة وخوف كلص دخل يسرق منزل ويخشى أن يمسك به صاحب المنزل هتفت پغضب 
_ اووووف فينه هيطلع من الحمام يلا بقى
عادت لغرفتها مجددا لعلها تكون نسيت مكان لم تبحث به جيدا وظلت تبحث بكل قطعة في الغرفة حتى اسفل الخزانة والفراش وبالفعل وجدته اسفل الخزانة يبدو أنه سقط منها وهي تأخذ ملابسها في يوم رحيلها ولم تنتبه له هبت واقفة وهي تبتسم ثم التفتت خلفها لتدهش به يخرج من الحمام وهو يلف المنشفة حول نصفه السفلي فتشهق بزعر وتستدير مجددا وهي تغمض عيناها بقوة ټلعن حظها السيء أما هو فتصلب بأرضه منذهلا وهمس بعدم استيعاب لما يراه أمامه ولوهلة خيل له أن لا زال عقله يهلوس بها 
_ يسر !!!!
ضغطت على شفتها السفلي بغيظ من نفسها وتحركت باتجاه الباب مسرعة لكي تهرب وتغادر المنزل بأكمله ولا تضطر أنه تكون في موقف معه ولكنه ركض خلفها وجذبها من ذراعها قبل أن تفر هاتفا 
_ خدي هنا إنتي جيتي إمتي !
سحبت ذراعها من قبضته پعنف هادرة بقرف 
_ دلوقتي نسيت حاجة وجيت أخدها
_ يعني أنا مكنتش بتخيل لما سمعت صوتك من شوية
لوت فمها باستهزاء وقالت ساخرة بنفس نظرات القرف السابقة 
_ لا كنت بتتخيل عشان أنا لسا يدوب داخلة وابعد من وشي خليني امشي
اعتري طريقها مجددا يسألها بفضول مبتسما 
_ جيتي تاخدي إيه 
صاحت باندفاع واغتياظ 
_ ملكش دعوة وابعد ياحسن احسلك
بنظرات ماكرة فاضطربت هي وتراجعت للخلف حتى التصقت بالحائط واصبحت نظراتها متوترة لتسمعه يهمس بنبرة جديدة عليه 
_ تعرفي إن وحشني أوي خناقنا
تفادت النظر إليه واشاحت بوجهها للجهة الأخرى تهتف بتحذير حقيقي وهي تحاول كتم غيظها 
_ طيب ابعد ياحسن وإلا ...
قاطعها غامزا بلؤم وبابتسامة واسعة 
_ وإلا إيه !! هتعملي إيه لو مبعدتش
تم نسخ الرابط