روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
المحتويات
تنحرف وتختلس النظر إليه خلسة فلاحظت الندبة التي في ظهره ولم تكن ندبة عادية أو بسيطة بل كانت غريبة حيث أثارت فضولها فاعتدلت في وقفتها وظلت تحدق به وتحركت قدماها دون إشارة نحوه ووقفت
خلفه ثم مدت أصابعها تضعهم على تلك الندبة وهي تهتف باستغراب
_ إيه دي يازين !!
فالټفت له وقال بصوت رخيم
_ عملت حاډث قبل كدا
قالتها بدهشة ليكمل هو بمرارة
_ كنت أنا وبابا ومسافرين لشغل وأنا اللي كنت بسوق وكنت سايق بسرعة عشان نوصل اسرع والصراحة مش فاكر كويس إذا كان أنا اللي مخدتش بالي ولا العربية دي هي اللي ظهرت في وشي فجأة بس بعد الحاډث ده بابا اتوفى وأنا كنت بين الحيا والمۏت لأن العربية مكنش فيها حاجة سليمة واللي خبطنا فيها كانت عربية نقل كبيرة بس أنا كان لسا ليا عمر ونجوت بصعوبة و أخدت سنة مبتحركش بعديها وبمشي على كرسي متحرك ومع العلاج الحمدلله رجعت امشي تاني وفضلت الندبة دي في ضهري عشان تفكرني دايما باللي حصل وكل ما بشوفها أحيانا بياجي الشيطان في وداني ويقولي إنت السبب بس بستغفر ربنا وبقول ده قضاء وقدر
_ تعددت الأسباب والمۏت واحد !
كانت نظراتها متأثرة ومشفقة عليه وحين انتهى ابتسمت له بحب وحنو
_ بظبط إنت ملكش ذنب ده نصيب وهو كان عمره انتهى على كدا ولو مكنش اتوفى بالسبب ده كان ھيموت بأي سبب تاني وبرضوا كان ھيموت في نفس اللحظة والدقيقة اللي كتبهاله ربنا .. ربنا يرحمه
ارجع رأسه للوراء محاولا تمالك نفسه المغتاظة من قدوم والدته في اللحظة الخطأ وهتف
_ ايوة ياماما
_ يلا ياحبيبي تعالى إنت ومراتك عشان الفطار جاهز تحت وجدتك مستنياكم
_ حاضر يا ماما نازلين وراكي
لاحظت ملاذ غيظه فكتمت ابتسامتها بعد أن انتابها الخجل وهمست باستحياء
_ أنا هسبقك على تحت وإنت البس وتعالى
في تمام الساعة التاسعة مساءا .....
فتح كرم الباب ودخل ثم اغلقه خلفه وكانت اضواء المنزل كلها مغلقة وكأنه فارغ فعقد حاجبيه بتعجب ومد يده ليفتح المصباح ويضيء المنزل وبدأ في نزع حذائه عنه ثم قاد خطواته نحو غرفتهم ولم يجدها فاتجه وبحث في بقية الغرف وحين فتح غرفة مكتبه الخاصة وكان ضوء المصباح فيها هاديء من اللون الذهبي وكانت هي ممدة على الأريكة ومتكورة من فعل البرودة والغطاء يصل لنصف جسدها فقط وبرغم من ذلك كانت في ثبات عميق ليسمع صوت الهاتف البسيط بجانب الأريكة على المنضدة مصدرا نغمة موسيقية هادئة ومريحة للأعصاب ثم رفع نظره وتطلع إلى صورته مع أخيها
ادركت صورته جيدا فتنهدت بارتياح وهي تضع كفها على قلبعا الذي يصعد ويهبط پعنف
_ اټخضيت وافتكرتك هو لإن من ساعة اللي حصل في بيتنا لما دخل عليا بقيت اخاڤ ما انام وحدي والنهردا نومت ڠصب عني من غير ما أحس وكنت مستنياك بس مقدرتش اقاوم ونومت
هتف في هدوء وصوت رجولي
_ الجو مش برد للدرجة دي على فكرة !
ضحكت وبادلته مشاكسته قائلة
_ لا برد جدا ده أنا كنت بتنفض من البرد قبل ما تاجي واوضة المكتب بتاعتك كانت دافية شوية فقعدت فيها وغلبني النوم
هب واقفا ونزع سترته عنه هاتفا بضحك
_ لا وعلى إيه أنا اجبلك دفاية وتعيشي جمبها اليوم كله لأن شكلك من النوع اللي بيبرد أوي
_ جدا فوق ما تتخيل أنا في بيتنا أحيانا كنت بمشي وسطهم بالبطانية وكان سيف الله يرحمه يفضل يتريق عليا هو وماما !!
ابتسم لها بأسى عند ذكرها لشقيقها وصديقه الحميم ولكن اختفت ابتسامته حين رأى ملامح وجهها التي عبست پانكسار وحزن ليقترب منها مجددا ويجلس بجوارها هامسا في نبرة تنسدل كالحرير ناعمة
_ شفق أنا معاكي ومش عايزك تحسي إنك وحدك أبدا اعتبريني سيف ومامتك وكل حاجة أنا معنديش مانع
استقرت منها نظرة منطفئة عليه وقالت بصوت متحشرج
_ أنا مش عارفة اوصفلك اللي بحسه كل ما افتكر أنهم خلاص مبقوش جمبي ولا معايا ولا هشوفهم تاني بس إنت أكيد حاسس بيا صح !!
وضع كل شيء جانبا وسمع لصوته الداخلي الذي
متابعة القراءة