روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
المحتويات
_ آه واسمعي الكبيرة كمان .. أنا كنت بتكلم معاه وبقوله يسر سافرت مع راسل وهو اول ما سمع اسم راسل وشه جاب الوان الطيف واتحول ولقيته بيقولي إنه هيسافر وراها والغيرة كانت بتاكل فيه أكل كدا .. يعني كمان مش بعيد يكون ردها
انفرجت شفتيها وكادت أن تشق الابتسامة طريقها لاذنيها .. ثم رفعت كفيها للسماء هاتفة وهي تدعي بفرحة
رتبت رفيف على صدرها وهي تقول بفخر
_ البركة فيا طبعا
هتفت هدى بحنو
_ أيوة وعشان كدا ليكي عندي صينية كيكة من اللي بتحبيها بكرا إنما إيه هتاكلي صوابعك وراها
مطت شفتيها باحتجاج وهي تقول متذمرة
رتبت هدى على كتف ابنتها وهي تقول بابتسامة مزيفة
_ لا ياحبيبتي الفلوس مضرة بالصحة الاكل مفيد وأهو تتخني شوية بدل ما إنتي شبه عود القصب كدا
_ ماما مش عايزة منك حاجة خلاص شكرا جدا !!
قالتها بخنق بعدما شبهتها بعود القصب لټنفجر هدى ضاحكة وتهب واقفة متمتمة وهي تتجه لخارج الغرفة
داخل منزل طاهر العمايري .....
الجميع مجتمع حول مائدة الطعام ويتناولون عشائهم في هدوء قاټل لا يصدر صوت أي منهم .. حتى خرج صوت علاء أخيرا وهو يسأل بخشونة
_ كلمت حسن يابابا
_ أيوة كلمته وقالي أنه مش عايز يخسر يسر وردها عشان يحاول يصلح علاقتهم
عاد يسأل بملامح جامدة
_ ويسر أيه رد فعلها
_ مع إني مش عاجبني الوضع ده من ساعة ماسابت بيتها وجات هنا وبحاول اتجنب حسن على قد ما أقدر عشان متحصلش مشكلة بينا .. بس أهو خلينا نشوف آخر العناد والغباء اللي هما فيه هيوصل لفين
تحدثت الأم أخيرا بنبرة حادة
_ أنا مس هسمح لحسن يكسر بنتي ويزعلها تاني عشان يكون في علمكم .. وأنا بنفسي هكلم بنتي الصبح ولو حسيت إنها مضايقها أو نبرة صوتها مش طبيعية مش هسكت
_ بنتك وحسن لسا شباب صغيرين وطبيعي تحصل مشاكل بينهم كدا .. أنا اللي خلاني وافقت ومشيت ورا كلام بنتي لما شوفتها إزاي مش عايزة تكمل ومتدمرة لكن لو عليا أكيد مش هكون حابب أن الأمور بينهم توصل للوضع ده .. وطالما هو متمسك بيها بالشكل ده خلاص نسيبهم يحلوا اللي بينهم مع بعض وادعيلهم ربنا يهديهم
_ آه خليك إنت في صف ابن اخوك كدا دايما كأنه ملاك مبيغلطش !
تأفف بصوت مسموع ونفاذ صبر ولم يعيرها إهتمام كثيرا حيث تجاهل ما قالته وغير مجرى الحديث عندما نظر لميار وقال بصوت أجش
_ أنا قدمتلك في الجامعة اللي في القاهرة هنا عشان تكملي السنة اللي فاضلة ليكي .. وأظن كدا موضوع المانيا ده ميتفتحش تاني أبدا ياميار
مجبرة ومضطرة على الخنوع لأوامر عمها فليس أمامها سبيل غير الإذعان سواء له أو لزوجها .. اطرقت رأسها أرضا وأماءت بخفة
في موافقة بينما علاء فنقل نظره بين أبيه وبينها في أعين ملتهبة بشرارات الڠضب وهدر بهدوء ماقبل العاصفة
_ إنت قدمتلها من غير ماتقولي يابابا !!
تشدق طاهر بثبات ونبرة صلبة
_ أيوة قدمتلها عشان تكمل وتاخد شهادتها أكيد مش هنعاقبها على الغلط اللي عملته بدراستها يعني
رمقها علاء بنظرة دبت الړعب في أوصالها ثم هتف بلهجة صارمة وساخطة
_ بس أنا مش موافق ومش هتكمل
تبادلوا جميعهم نظرات الاستغراب باستثناء ميار التي اعتاظت بشدة وهمت بأن تجيب عليه ولكن رأت عمها يرفع كفه يطلب منها عدم الحديث فسكتت ليتحدث طاهر بنظرة حازمة
_ وأنا اللي قولت هتكمل ولا إنت هتكسر كلمتي بقى يا أستاذ
هدأت نبرة علاء قليلا احتراما لوالده وقال بنبرة مهذبة واصرار على قراره
_ لا مش بكسر كلمتك يابابا ولا حاجة .. بس أنا مش عايزها ترجع الجامعة تاني
استشاطت بشدة من تحكمه في مستقبلها دون أن يأخذ رأيها حتى .. فهدرت ساخطة شبه منفعلة
_ أنا دراستي أهم حاجة عندي ومستحيل مكملش
هنا اڼفجر البركان حيث صړخ بصوته الجهوري وهو يضرب بكفه على سطح المائدة وعيناه حمراء كالدم
_ وأنا قولت مش هتكملي .. أنا إيه ضمني تعملي إيه في الكلية ولا تتعرفي على مين طول ما إنتي على ذمتي مش هتطلعي من البيت كفاية الڤضيحة اللي داريتها عليكي لما اطلقك يبقى وقتها اعملي اللي تعمليه م.....
صاح طاهر منفعلا وبنبرة عالية
_ علاء
سكت تماما بعد صيحة أبيه وهو يزفر النيران من بين شفتيه أما هي فطالعته بأعين دامعة تحمل الخزي .. بالرغم من كل ماسردته له حول حياتها كيف وماحدث معها بالضبط واوضحت له أنها لم تفعل شيء بإرادتها بل ومن المستحيل أن تفعل شيء كهذا من الأساس لم يصدقها ومازال يتهمها
متابعة القراءة