روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

بين ارجاء الغرفة تبحث عن مكان لتنام فيه وحين وقع نظرها على الشيء الوحيد الموجود وهو الأريكة فأبت بشدة أن تنام على هذه الأريكة غير المريحة والصغيرة رجعت بنظراتها التائهة له لتراه يبتسم ببرود وعدم مبالاة ويشير بعيناه على الأريكة هاتفا بقسۏة 
_ كان نفسي اتنازل واخليكي تنامي مكاني بس أنا مستنضفش إنك تنامي على سريري أصلا
تشربت إهانته اللاذعة لها بنفس منكسرة ثم انحنت إلى حقيبتها المسنودة على الأرض وفتحتها لتخرج لها ملابس حتى تبدل هذه العبائة التي باتت ټخنقها وذهبت للحمام وبعد دقائق خرجت وهي ترتدي بيجامة منزلية مريحة فوجدته اغمض عيناه ويبدو أنه انخرط في النوم .. توجهت نحو الأريكة ومددت جسدها عليها مغمضة عيناها محاولة النوم بعد كل ما مرت به منذ الأمس حتى الآن !! .........
في صباح اليوم التالي .....
ترجلت يسر من سيارتها التي اشتراها لها أبيها حديثا وقادت خطواتها نحو ذلك المقهى الصغير وبعدما عبرت الباب وقفت تتنقل بنظرها بين الجالسين باحثة عن أحدهم فابتسمت فورا بعذوبة حين رأتها تلوح لها بيدها فتحركت إليها وسحبت المقعد المقابل لها وجلست قائلة باعتذار لطيف 
_ اتأخرت عليكي مش كدا
_ لا أنا يدوب جاية من عشر دقايق .. احكيلي بقى حصل إيه
قالت جملتها الأخير بجدية تامة وفضول لتطلق يسر تنهيدة طويلة وتقول بمرارة 
_ طلقني
اطالت ريم النظر في عيناها بوجه عابس ومشفق ثم مدت يدها وامسكت بكفها متمتمة في نقم على ذلك الحسن 
_ ده الافضل ليكي يايسر إنتي مخدتيش منه حاجة غير ۏجع القلب هو مستاهلكيش ولا يستاهل حبك ليه وحتى حزنك عليه ميستهلهوش
غامت عينان يسر بالعبارات وقالت بصوت مبحوح 
_ اللي واجعني ياريم إنه كان كاره ابنه لمجرد إنه مني .. أنا كنت عارفة إنه بيكرهني بس متوقعتش للدرجة دي ده كان بيقولي هسقطك أنا لو منزلتهوش
استشاطت ريم غيظا وبغضا عليه حيث هتف پغضب عارم 
_ وهو كان ميستهلهوش أصلا الطفل ده ده واحد حيوان معندهوش قلب أنا مش فاهمة إزاي حبيته لا وبعد ده كله لسا بتحبيه
فرت دمعة حارة من عيناها .. تكره قلبها الذي يرفض الاستماع لها ويصر على هذا العشق الذي أمات الكثير في داخلها .. هي ترغب في بغضه أكثر منهم ولكنها لا تستطيع تتمنى أن تتحرر من تعويذته وتحلق حرة في السماء وتتزوج من رجل آخر يستحقها ويستحق حبها له ويكون تماما كما تود ولكن ليس بسلطان على القلب !! .
يسر بأعين دامعة ونبرة يائسة 
_ حاولت كتير ياريم اطلعه من قلبي معرفتش وعارفة إنه ميستهلش ذرة من الحب ده
_ هتكرهيه يايسر أنا متأكدة وإياكي تسمحيله يتلاعب بمشاعرك تاني لو حاول يرجعلك اقنعي نفسك إنك بتكرهيه ومع الوقت هتكرهيه بالفعل صدقيني
مدت يسر اناملها وجففت دموعها متمتمة ساخرة ونظرة حازمة لا تحمل المزح 
_ ومين قالك إني هسمحله أصلا .. من هنا ورايح هيشوف يسر مختلفة تماما هخليه في كل لحظة يحتكر نفسه وهعرفه حجمه بجد لإني كنت مدياه قيمة وحجم أكبر من حجمه وهو أساسا نكرة
تأففت ريم بعبوس من هذا الحديث السلبي والمثير للأعصاب فأردفت باهتمام ونبرة حانية 
_ طمنيني عليكي إنتي كويسة يعني مش حاسة بأي تعب !
رسمت ابتسامة منطفئة على شفتيها وهمست بهدوء 
_ لا متقلقيش الحمدلله كويسة واطمني خطتنا ماشية زي ماهي ومحدش هيعرف حاجة
هزت ريم رأسها بالإيجاب وهي تبادلها الابتسامة وتربت على كفها برفق وحنو كنوع من إبعاث الطمأنينة وبعض المشاعر الإيجابية لنفسها البائسة !! .........
بمكان آخر في مدينة مرسى مطروح تحديدا في إحدى الفنادق الفاخرة قد وصل زين بصحبة زوجته بعد رحلة سفر طويلة قليلا ......
ترجلت ملاذ من السيارة

أولا ورفعت رأسها لأعلى تقيس طول ذلك الفندق الضخم بينما هو فالتف لحقيبة السيارة الخلفية وأخرج منها حقيبة ملابسهم السوداء ورفع ذراعها لأعلى يجرها خلفه وهو يشير لها برأسه أن تتحرك فسارت معه فورا وهي لا تتمكن من اخفاء ابتسامتها التي كانت عريضة وواسعة على شفتيها ولكن نقابها يخفيها عن أعين الناس .. سارت بجواره حتى وقفوا أمام الاستقبال وأخذ هو يتحدث معهم وهي تتفحص الفندق الساحر من داخله كانت فرحتها كفرحة طفل صغير اتى لقضاء عطلة نهاية السنة مع عائلته .
لم تعرف كم مر من الوقت وهي تتجول بنظرها بين ارجاء الفندق وتتابع حركات الناس الذي كان بعضهم نساء أجنبيات ويرتدين ملابس قصيرة وڤاضحة فكانت ترمقهم بنظرات متقرفة بها القليل من كيد النساء على مياعتهم في سيرهم وبتلقائية نظرت لزين فوجدته يتحدث مع الرجل الذي يقف في الاستقبال بجانب الفتاة التي كانت لا ترفع نظرها عن زوجها فحدجتها بڼارية فانتبهت الفتاة لها ولنظرتها الملتهبة وعلى الفور اشاحت بنظرها عن زين .. اقتربت ملاذ من زين ورتبت على كتفه برفق فاحني رأسه لمستواها لتهمس هي في أذنه پاختناق 
_ يلا يازين أنا تعبت من الوقفة
_ حاضر ثانية
عاد بنظره
تم نسخ الرابط