روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز


إنتوا إيه اللي بتعملوه ده .. لو هنا نزلت وسمعت كلامكم ده هتقولولها إيه .. بباها وجدها بيهددوا بعض !! .. ثم إن محدش فيكم ليه الحق ياخد قرارات تخص حياتي .. ډمرتوها مرة قبل كدا ومش هسمحلكم تدمروها تاني .. أنا بس اللي اقرر عايزة إيه سواء اكمل معاه أو لا 
تطلعت لعدنان هاتفة بشجاعة 
_ أنا لو لسا مكملة معاك يبقى اكيد مش عشان إنت رافض تطلقني .. أنا لو عايزاك تطلقني هيحصل وڠصب عنك 

ثم التفتت لأبيها تقول باستياء 
_ وإنت لو عايز تساعدني بجد يبقى تسيبني إنا اللي اتحكم في حياتي .. إنت لما جيت الصبح قولتلي إنك هتتكلم مع عدنان وهتخليه يطلقني مسألتنيش عن رأى حتى هل لسا عايزة اتطلق ولا غيرت رأى 
نشأت بتعجب وصوت حاد 
_ وهو مش إنتي اللي دايما بتقوليلي طلقني منه .. ولو عايز تثبت ندمك يبقى صلح غلطتك وخلصني من عدنان .. إيه اللي اتغير !! .. لو مش عايزة تتطلقي امال عايزة إيه بظبط ! 
صړخت بانفعال شديد ونفاذ صبر 
_ مش عارفة .. مش عارفة أنا عايزة إيه .. كفاية بقى ابوس ايديكم أنا تعبت من أني أكون دايما الضحېة وسط خنقاتكم ومشاكلكم واتفاقتكم .. أنا اللي في النص بينكم ومبقتش عارفة اعمل إيه زهقت من انانيتكم
اندفعت إلى خارج الغرفة مسرعة فتبادلا هم النظرات المستاءة فيما بينهم وكان عدنان هو أول من يغادر ليلحق بها وأثناء صعوده الدرج قابل صغيرته التي كانت خائڤة قليلا ومدهوشة تسأله 
_ بابي هو في إيه ! 
جثى أمامها متحضنا وجهها بين كفيه ويطبع قبلة رقيقة فوق وجنتها متمتما بمداعبة 
_ مفيش حاجة ياملاكي .. إنتي قاعدة صاحية لغاية دلوقتي ليه 
هنا بعبوس 
_ مامي كانت بتحكيلي قصة عشان انام وقالتلي هتنزل تشلب تشرب مايه وبعدين مرجعتش وأنا سمعت صوت عالي وخۏفت
عاد يلثم وجنتيها بحب تعبيرا عن اعتذراه .. ثم رفع نظره لأعلى تجاه غرفة زوجته فتنهد بعدم حيلة ويأس ليحمل ابنته فوق ذراعيه ويتجه بها للأعلى نحو غرفتها هامسا 
_ ايه رأيك اكملك أنا القصة اللي كانت بتحكهالك ماما لغاية ما تنامي 
استندت برأسها فوق كتف أبيها وتمتمت برقة 
_ ماشي
بينما نشأت فصعد الدرج خلفهم مباشرة يتجه نحو غرفة ابنته حتى يتحدث معها .
رآها تجلس على الأريكة وتستند بمرفقها فوق ذراع الأريكة وبيدها الأخرى ترفعها لوجهها تجفف دموعها المنهمرة .. فتنهد بحزن ودخل ثم اغلق الباب بهدوء شديد وتقدم إليها ببطء ثم جلس بجوارها .. فابتعدت هي للجانب تترك مسافة بينهم دون أن تتطلع إليه لكنها سمعته يهمس بحنو ومشاعر أبوية صادقة 
_ جلنار .. أنا دلوقتي مش عايز حاجة غير سعادتك وراحتك والله يابنتي .. فراقك وبعدك عني كان صعب أوي وأنا فهمت غلطي وإني مكنتش الأب اللي تفتخري بيه ولا الأب اللي بيكون السند والأمان والحنان والحب لبنته .. غلطت ومفيش حد فينا معصوم من الغلط بابنتي .. مامتك لو كانت عايشة ..... 
اندفعت جلنار تكمل جملته


بحړقة ودموع تملأ وجهها 
_ ماما لو كانت عايشة مكنتش هتسمح إن كل ده يحصلي ولا اتظلم كدا .. مكنش أي حاجة من ده كله حصلت 
أجفل أنظاره بخزي والم ثم تمتم بعد لحظات 
_ يمكن فعلا مكنش حاجة حصلت .. كنا هنفضل كلنا مع بعض ومكنش في حاجة هتفرقنا .. هي أكيد مش مبسوطة وهي شيفانا متفرقين كدا يابنتي 
اڼهارت أمامه تهمس پبكاء وصوت متقطع تشهق بقوة 
_ وحشتني أوي يابابا 
اقترب منها يضمها لصدره لأول مرة منذ سنوات يملس على شعرها وظهرها بحنو متمتما في صوت مبحوح 
_ وأنا كمان وحشتني أوي ياحبيبتي والله .. بس دايما بصبر نفسي وبقول إنها في مكان افضل مننا
أدركت أنها بين ذراعيه بعد لحظات فابتعدت
عنه بعبوس مازالت لا تتمكن من العفو بسهولة هكذا .. ستحتاج لوقت طويل حتى تصفح له ..
أخذ نشأت نفسا عميقا قبل أن يسألها بجدية 
_ إنتي عايزة تطلقي منه ولا لا ياجلنار 
سكتت لوهلة تفكر في سؤاله .. وتبحث في عقلها عن أجابة .. هل تريد الشتاء أم الخريف .. بقائها معه يعني المزيد من شتاء قارص وحاد لكنه أيضا يبعث السعادة في نفسها ويحمل احيانا بعض الدفء .. أما أنفصالهم فسيكون خريف عاصف وچنوني لا يحمل سوى الرياح القاسېة وربما يكون بداية جديدة أو نهاية ! .
لا تجد إجابة .. تنسحق بين عضوين لا يجتمعان على رأى واحد .. كل منهم يريد ما يهواه وكلاهما يتميزان بالعناد .. أي منهما عليها أن تتبع !! .. 
هزت رأسها باليأس مردفة بعبوس 
_ مش عارفة .. يمكن أنا محتاجة وقت اكتر عشان اقدر اقرر أنا عايزة إيه واخد القرار الصح 
أصدر
 

تم نسخ الرابط