روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز


انغرزت بقلبه وهو يسألها بمرارة آملا في أن تنفي سؤاله 
_ إنتي اتخطبتي يازينة !!! 
هزت رأسها بإيجاب في وجه مشرق وابتسامة عريضة خجلة ثم وجدها تمسك بكفه وتسحبه معها للداخل وتلحق بهم ميرفت .
طوال طريق عودتهم وهي تتابع الطريق من الزجاج بسكون لا تنظر له عن طريق الخطأ حتى .. بينما هو فكان من آن لآن ېختلس النظر إليها بحب .. أعين بائسة وعابسة وحين يبعد أنظاره عنها تكون مصحوبة بزفيرا عاليا يطلقه في حنق .

توقفت أخيرا سيارته بالساحة المخصصة لها داخل المنزل .. ففتحت الباب ونزلت قبله لتسير بخطوات شبه سريعة للداخل ومن ثم صعدت الدرج بطريقها لغرفتها .. فتحت الباب ودخلت ثم اغلقته خلفها وتحركت نحو الفراش تجلس فوقه پعنف وتهتف في عصبية 
_ جرالك إيه ياجلنار من إمتى وإنتي بتضعفي قدامه .. من إمتى ولمسته بتأثر فيكي بالشكل ده .. مينفعش تسامحيه ومينفعش تنسى اللي عمله معاكي بسهولة .. متنسيش عهدك مع نفسك إنك هتخليه يشرب من نفس الكاس .. بس شكلك إنتي اللي بتشربي من نفس الكاس للمرة التانية بسبب غبائك 
نفرت برأسها يمينا ويسارا في ڠضب تهدر بالرفض
القاطع والوعيد 
_ مش هسمحلك ياعدنان تسيرني على هواك تاني .. من هنا ورايح إنت اللي هتمشي على قوانيني ومزاجي
استقامت واقفة وهي تتنفس بشراسة وسخط .. تقدمت من المرآة تقف أمامها وتلوى ذراعها خلفه ظهرها تمسك بسحاب الثوب تحاول فتحه لكنه عالق وقوى فأخذت تحاول فتحه من جميع الجهات تارة ترفع يدها فوق رأسها وتمسك بالسحاب من أعلى وتارة تلويها خلف ظهرها وكل محاولاتها باتت بالفشل .. في تلك الأثناء كان هو قد دخل الغرفة ورأى محاولاتها البائسة وتلويها بعصبية حتى تفتح السحاب ومن بين شفتيها تصدر تأففا مرتفعا بانفعال .
تنهد بعمق واقترب بخطواته الهادئة منها حتى وقف ورائها تماما ورفع يده يهم هو بتولي مهمة تخلصها من ذلك السحاب والثوب لكن وجدها تنتفض مبتعدة عنه وتلتفت بكامل جسدها له قبل أن ټلمسها يداه وصاحت به بزمجرة 
_ بتعمل إيه !! 
عدنان بخفوت ودهشة من انفعالاتها 
_ بساعدك بس ياجلنار !! 
جلنار بجفاء وعصبية 
_ متساعدنيش ومتلمسنيش نهائي فاهم ولا لا 
تقدم خطوة منها وغمغم بعدم فهم


ونظرات دافئة 
_ مالك إيه اللي حصل .. أنا عملت حاجة ضايقتك طيب !!
جلنار بصيحة امتزجت بنظراتها القاسېة 
_ قربك مني هو اللي بيضايقني .. متقربش مني تاني أبدا ياعدنان
اعتلت ملامحه الصدمة من تصرفاتها العجيبة كانت علاقتهم إلى حد ما جيدة قبل مغادرتهم المنزل وفي الواقع هي استمرت هكذا إلى حين عناقهم فلا يدري أين الخطأ الذي اقترفه وازعجها به .
تنهد الصعداء بعمق وتمتم بصوت رجولي رزين وهادئ تماما رغم صياحها به 
_ طيب ممكن تهدي وتفهميني إيه اللي حصل 
من فرط ڠضبها لم تدري مالذي تفعله أو الذي تتفوه به .. حيث صاحت بعدم وعي وقسۏة تصوب سهام كلماتها في الهدف بالضبط 
_ قولتلك قربك

مني بيعصبني .. أنا مش فريدة اللي هتستحمل لمستك ليها بالرغم من إنها كانت مش بتحبك .. أنا مش قادرة اسامح ولا استحمل باختصار لأن حتى أنا مش بحبك
رأته ساكن تماما أمامها ونظراته ثابتة بالرغم من الدمار التي خلفته كلماتها المسمۏمة داخله إلا أنه أظهر لها عدم تأثره وبقى صامدا كالصخر يكتفى بصمته وقناع جموده المزيف الذي يخفي ورائه دماءا ټنزف وقلبا ېتمزق أربا ...
وكأنها أدركت قساوة الكلمات بعدما خرجت منها أو بالمعنى الأدق بعدما هب الطوفان وقضى على الأخضر واليابس .. ابعدت نظرها عنه واندفعت مسرعة نحو الحمام تختبأ به من كل شيء حتى من نفسها تاركة العنان لدموعها بالاڼهيار فوق وجنتيها بحرية ! .
بعد ما يقارب النصف ساعة بدلت ملابسها بالحمام وغسلت وجهها وهدأت ثم خرجت من الحمام فوجدت الغرفة فارغة لا أثر له بها .. تسمرت بأرضها للحظات في تفكير .. وكان أول مكان حثها عقلها على الذهاب إليه هو الشرفة .. فهرولت إليها مسرعا ووقفت تتطلع إلى الأسفل تتفقد الحديقة تحديدا مكان سيارته .. وحين لم تجدها أصدرت تأففا مرتفعا في خنق وندم على ما تفوهت به بعدم وعي منها ! ....
يقود بسيارته وسط منازل تلك المنطقة الشعبية .. لا يعرف كم عدد المرات الذي دخل فيها تلك المنطقة .. كانت الشوارع هادئة والمنازل مظلمة ولا يوجد أحد سوى القليل جدا أما أحد عائد من عمله أو شباب يجلسون مع بعضهم يقضون سهرتهم .
وأخيرا توقفت سيارته أمام منزلها وكان السكون التام يهيمن على الشارع الذي تقطن به بالأخص حيث نزل من السيارة متلفتا حوله بتعجب من هذا الهدوء بينما هي فنزلت من ورائه وتحركت نحو بنايتها تدخلها بخطواتها الضعيفة .. فلحق هو بها للداخل .
وقفا أمام باب الشقة فأخرجت المفتاح ووضعته
 

تم نسخ الرابط