روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز


أنفاسها بصعوبة ورفعت كفيها لأعلى تهزهم يمينا ويسارا هاتفة بثغر مبتسم في نعومة 
_ كدا بق بق بق بق 
انطلقت منه ضحكة رجولية مرتفعة على طريقتها اللطيفة وكذلك جلنار التي علت صوت ضحكتها بالغرفة بينما الصغيرة فاستقامت جالسة وتعلقت برقبة والدها تقول بمشاغبة في رجاء 
_ إيه رأيك نلعب لعبة حلوة .. بس من غير زرزغة زغزغة 

ضحك مرة أخرى بقوة على كلمتها الأخيرة ولثم وجنتها بقوة في حب وهتف لها من بين ضحكاته 
_ طيب نخليها بليل وهنلعب كتيييير أوي عشان دلوقتي أنا مستعجل ياروحي واتأخرت على الشغل 
عبس وجهها وزمت شفتيها للأمام بضيق فعاد ولثم

وجنتيها مرة أخرى هامسا باعتذار محب وحاني 
_ لا مقدرش على زعلك ياهنايا .. معلش ياحبيبتي ووعد تاني مني هنلعب كتير أوي اول ما آجي بليل خلاص ! 
رفعت كفها وقالت بسخط طفولي وهي تلقي بأوامرها عليه 
_ هنلعب خمسة لعبة .. لا عشرة كمان 
_ إن شاء الله نلعب للصبح هو احنا ورانا حاجة 
اتسعت ابتسامتها معبرة عن رضاها أخيرا فانحنى عليها يمد وجنته إليها هامسا 
_ يلا بوسة كبيرة لبابي بقى قبل ما يمشي
طبعت بشفتيها الصغيرة قبلة قوية على وجنته ثم اتجهت لوجنته الأخرى وفعلت المثل بقوة أشد .. بينما جلنار فكانت تتابعهم بابتسامة الصافية رغم الخلافات الذي بينهم ونقمها عليه إلا أنها تحب كثيرا حبه وتعلقه بصغيرتهم وتعشق رؤية لحظاتهم معا .. ربما لحظاته وحبه وحنوه على ابنتهم هو من جعلها تستمر معه حتى الآن على أمل أنه قد يأتي يوم وتنل من هذا الحب بعضا لكن اتضح أنها كانت تتوهم وتتبع سراب ! .
سار باتجاه الباب وهو يفرك جبهته بقوة من الألم الذي يجتاحه منذ أن فتح عيناه .. يحاول تذكر تفاصيل الأمس ولكن لا يوجد بذهنه شيء سوى بعض الاشياء الناقصة أهمهم نادين ! .
فتح الباب مضيقا عيناه من قوة الضوء وظهرت هي من خلف الباب ..
كانت امرأة فاتنة بشدة متوسطة الطول تمتلك جسد انوثي جذاب وشعر بني اللون مع عينان كلون العسل وشفاه صغيرة وردية .. كل من يراها يفتن بها .
ابتسم بعذوبة وافسح لها المجال للدخول وهو يهتف بترحيب 
_ ادخلي يانادين عاملة إيه 
دخلت وأجابت عليه في نظرات مهتمة 
_ منيحة وإنت 
أغلق حاتم الباب وتوجه نحو الأريكة المتوسطة والقى بجسده جالسا ممسكا بجبهته ومرجعا رأسه للخلف متمتما پألم 
_ صداع هيفرتك دماغي يانادين 
تحركت نحوه ثم جلست بجواره وقالت في شيء من السخط 
_ أي طبيعي بعد كل هاد الشرب يالي شربته مبارح بتحس بهيك صداع .. من متى وإنت عم تشرب ياحاتم !! 
مسح على وجهه متأففا وأجابها بخنق 
_ نادين ارجوكي أنا مش مستحمل تأنيبك ليا أو كلامك اللي على علطول بتسمعهوني 
اتسعت عيناها بدهشة امتزجت بالاستياء ثم غمغمت تعيد عليه جملته بعدم تصديق 
_ مو متحملني !! .. أي تسلم أنا عن جد غلطانة إني جيت لألك حتى اطمن عليك 
ثم استقامت واقفة وهمت بالرحيل لكنه أسرع وقبض على ذراعها يوقفها هاتفا باعتذار صادق وضيق 
_ أنا آسف والله مقصدش .. أنا بس الايام دي مضغوط وإنتي عارفة اقعدي يا نادين حقك عليا 
نادين بنظرة قوية وهي تنتزع يدها من قبضته 
_ لا نحنا الاتنين بنعرف كتير منيح إنك مانك مضغوط ولا شيء إنت .....
قاطعها مبتسما بساحرية وتمتم بهدوء 
_ طيب بلاش نفتح السيرة دي دلوقتي واقعدي يلا وشوفيلي حل للصداع ده بدل ما إنتي قافشة عليا كدا 
صاحت به في انفعال 
_ وليش لأشوفلك حل .. حدا خبرك إني والية امرك ! كل شيء نادين تعي سوى هاد .. بتنام متأخر بليل وبتيجي تقول لا تنسي تفيقيني بالصبح مشان ما أتأخر على الشغل .. نادين بدي ياكي تساعديني لأختار شو بلبس بهاي المناسبة .. نادين شو بسوى مع جلنار .. نادين .. نادين .. نادين لك نادين طهقت أنا ماني امك
قهقه عاليا بصوته العالي ثم غمز لها في مشاكسة يجيب عليها بلهجتها اللبنانية 
_ يقبرني هاد العصبي 
_ احترم حالك .. أنا لحد هلأ ما حاسبتك على اللي قلته مبارح 
تغيرت ملامحه وأخذت الجدية ليقول بإحراج بسيط 
_ اللي قولته !! .. هو أنا خرفت في الكلام أوي ! 
ضيقت عيناها وسألت بعدم فهم 
_ شو يعني خرفت ! 
حاتم بنبرة حادة وبوجه يعطي تعبيرات الاعتذار مقدما 
_ يعني قولت كلام مش لطيف يانادين ! 
هزت


رأسها بإيجاب وتمتمت بصرامة ونظرات شرسة 
_ اممم مو لطيف أبدا ولولا إنك ما كنت بوعيك كنت بهدلتك 
زم شفتيه وقال معتذرا بأدب ورقة 
_ أنا آسف بجد .. بس نفسي أفهم إيه اللي جابك ليا من الأساس 
نادين بزمجرة 
_ كنت بتركك مثلا وإنت
 

تم نسخ الرابط