روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز


ابني كان زمانك في مكانك الطبيعي في الشارع عيشتي عيشة الملكات في القصور ولبستي انضف لبس ونضفتي على حسابنا .. حساب أل الشافعي اللي إنتي متطوليش ضفر أصغر واحد فيهم 
اشتعلت عيني فريدة بغيظ وقهر ثم دفعت يد أسمهان عنها وقالت بنظرات غريبة وبابتسامة لئيمة 
_ غلطانة أنا طولت قمة أل الشافعي .. ابنك وقدرت اخليه يعشقني وبقى روحه فيا وحتى لما اتجوز عليا مقدرش يحب جلنار بسبب حبه ليا .. ثم أني صحيح تربية شوارع وتصرفاتي اللي مش بتعجبك قد تكون بسبب تربيتي والبيئة اللي جيت منها .. لكن إنتي إيه يا أسمهان هاااانم !!! 

تلون وجهه أسمهان وأصبح أحمر كالدم من فرط غيظها وهي تستمع لاهانتها الصريحة لها .. رفعت كفها في الهواء وهوت به على وجنتها في قوة وهي تصيح بها 
_ أنا هعرفك أنا مين كويس أوي يابنت فاطمة الخدامة
ثم استدارت واندفعت لخارج الغرفة وهي تستشيط غيظا وتتوعد لها بأن لن تدع أهانتها لها تمر مرار الكرام .. ومن الواضح أن يجب عليها أن تبدأ في التخلص من فريدة أولا ومن ثم تتفرغ لابنة الرازي .. اصطدمت بآدم الذي كان خارجا من غرفته ومتجه لأسفل حتى يذهب لمعرضه .
آدم بنظرات متعجبة وهو يرى وجهها المحتدم 
_ مالك ياماما 
أسمهان وهي تحاول تمالك انفعالاتها أمام نجلها الأصغر وتهتف بطبيعية مصطنعة 
_ مفيش ياحبيبي .. معرفتش أخوك راح فين
آدم وهو يهز رأسه بالنفي 
_ لا بس متقلقيش عليه هو تلاقيه ظهرله شغل مفاجيء أو حاجة .. مش جديد على عدنان الاختفاء فجأة كدا يعني بكرا ولا


بعده هيرجع ونعرف كان فين 
مسحت على كتفه بحنو وهمست بابتسامة دافئة 
_ ربنا يستر .. خلي بالك من نفسك ياحبيبي 
انحنى وخطڤ قبلة سريعة من وجنتها وهو يجبها بمزاح 
_ حاضر يا أسمهان هانم 
اكتفت بابتسامة حانية رسمتها بصعوبة بسبب النيران المشټعلة في داخلها من حديثها مع فريدة .. بينما آدم فتركها وأكمل طريقه إلى خارج القصر تماما ليستقل بسيارته ويرحل . 
وقفت أمام الباب وطرقت عدة طرقات متتالية و ابنتها تقف بجانبها وتتجول بنظرها في أرجاء الحديقة بنظرات طفولية لمكان جديد تراه للوهلة الأولى .
لحظات قليلة وفتح الباب لتظهر الخادمة التي يبدو عليها تقدم العمر فهتفت جلنار بجدية تامة تحدثها باللغة الأنجليزية 
_ أين السيد حاتم 
أجابتها الخادمة برسمية 
_ موجود بمكتبه ياسيدة جلنار تفضلي 
دخلت ولحقت بها الصغيرة ورأسها لا تتوقف عن التلفت بكل جزء في المنزل .. وقفت جلنار قبل مكتب حاتم واستدارت باتجاه ابنتها وانحنت عليها تهمس بحنو 
_ خليكي هنا ياهنون أنا هدخل أقول حاجة لعمو حاتم وهطلع .. اقعدي على الكرسي ومتتحركيش تمام 
تمتمت هنا بتذمر 
_ دخليني معاكي 
طبعت قبلة عميقة على وجنتيها وهتفت بلطف 
_ لا ياحبيبتي مش هينفع خليكي هنا أنا عارفة هنا شطورة وحبيبة مامي هتسمع الكلام مش كدا
زمت شفتيها بيأس وأماءت لها بالإيجاب في خنق ثم استدارت وتحركت باتجاه المقعد التي أشارت لها عليه أمها
وجلست فوقه .. بينما جلنار فذهبت ووقفت أمام الباب وطرقت بخفة لتسمع صوته وهو يسمح للطارق بالدخول .
فتحت الباب ودخلت ثم أغلقته خلفها رفع هو عيناه عن الورق الذي أمامه ظنا منه أنها الخادمة الخاصة بمنزله لكن لجمت الدهشة لسانه عندما وجد جلنار أمامه خصوصا أنها المرة الأولى لها التي تخطو فيها منزله الخاص .. استقام واقفا وهتف باستغراب 
_ جلنار ! 
ظلت متصلبة بأرضها تحدق به بنظرات معاتبة ومتضايقة ولم يكن هو بحاجة لوقت طويل حتى يفهم سبب زيارتها الأولى والمفاجئة وحتى نظراتها الغريبة هذه .. تحرك من مكانه واقترب بخطواته حتى وقف أمامها مباشرة واستمر في التحديق بها بصمت وبأعين ثاقبة كالصقر فخرج صوتها مستاءا 
_ ليه عملت كدا يا حاتم !! 
أجابها بثبات انفعالي وباستنكار واضعا كفيه في جيبي بنطاله 
_ لا متقوليش إنك مضايقة عليه !!! 
جلنار باندفاع 
_ مهما كان اللي بيني وبين عدنان ومشاكلنا ورغبتي في الطلاق لا يمكن أقبل أن يتسجن ياحاتم .. هيفضل أبو بنتي وأكيد مش هكون حابة إن بنتي تشوف أبوها في الموقف والوضع ده 
رفع أنامله لذقنه الخفيفة يحكها بغيظ ثم هتف في نظرات مشټعلة 
_ متتحججيش بهنا ياجلنار .. إنتي اللي مش قادرة تتقبلي الفكرة عشان للأسف بتحبيه 
ضړبته في صدره بعصبية وهي تصر على أسنانها وتصرخ 
_ قولتلك مليون مرة مش بحبه .. ثم إن حتى لو بحبه إنت إيه مشكلتك مش فاهمة !! إنت عايز تساعدني ولا ....
قبض على رسغها الذي ضړبته به على صدره وفي عيناه نظرة رجولية صارمة وقوية ولم يتردد للحظة في البوح بما يضمره لها في قلبه .. فلا مجال للإخفاء أكثر من ذلك 
_ أنا بحبك !
ارتخت
 

تم نسخ الرابط