روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

 

_ your welcome babe على الرحب والسعة ياعزيزتي 
رفعت حاجبها بابتسامة مدهوشة من كلمته الأخيرة لكنها هزت رأسها بعدم حيلة وعادت ټدفن نظرها بين الأوراق من جديد حتى سمعته يتابع بنبرة جادة ومتضايقة 
_ أنا آسف 
نظرت له مجددا وهدرت باستغراب 
_ لشو !!! 
حاتم معتذرا بلطف وحنو 

_ على اللي عملته معاكي في اليوم اللي اتأخرتي فيه برا .. اتعصبت عليكي جامد وزودتها بس مكنتش عارف أنا بعمل إيه والله من كتر عصبيتي وخصوصا لما قولتلي إنك مع راجل اټجننت .. متزعليش مني !
ابتسمت برقة ثم غمغمت في لؤم 
_ أي تمام ماني زعلانة خلص بس إذا تكررت مرة تاني ما راح مرأها بسهولة هيك ليكون بعلمك يعني مشان ما تفكر تتكررها 
حاتم ضاحكا بمرح 
_ ياشرس إنت 
نادين بحزم مصطنع مانعة ابتسامتها من الظهور فوق ثغرها 
_ خلينا نكمل الشغل مو وقت الكلام هلأ 
قهقه بخفة عليها بعدما لاحظ تغييرها لمجرى الحديث في محاولة بائسة لإخفاء خجلها بتصنعها للحزم !! ...
يجلس بحديقة المنزل فوق المقعد الهزاز يرتدي حلته الرجولية وكل لحظة والأخرى يرفع يده يتفقد ساعته .. فقد أوشك على الساعة وهو ينتظرها هكذا بالخارج ولم تنتهى بعد ! .
ترك صغيرته مع جدتها وكان سيأتي ويأخذها في المساء أثناء عودتهم للمنزل لكن أسمهان رفضت وأصرت بأن حفيدتها ستقضي الليلة معها .. والغريب أن حتى الصغيرة لم ترفض بل رحبت بالفكرة وسعدت جدا .
هب واقفا وكان سيندفع للداخل حتى يذهب لها ويتفقدها بعد كل هذا
التأخير لكنه تسمر بأرضه في ذهول عندما وجدها تفتح الباب وتغادر المنزل تسير باتجاهه في خطوات متريثة وناعمة مثلها .
كانت ترتدي ثوب أسود اللون طويل وضيق يندرج بفتحة مثلثية من القدم حتى الركبة ومن الأعلى حمالات عريضة فوق كتفيها تنزل بشكل دائري عند الصدر .. أما من الخلف فكانت فتحة الثوب واسعة تصل لمنتصف ظهرها .. وتترك شعرها الأسود الحريري ينسدل على ظهرها من الخلف تاركة بعض الخصلات المائلة أمام عيناها .
كانت تسير نحوه برقة معهودة منها وبقدمها ترتدي حذاء مرتفع من نفس


لون الثوب تطرق به فوق الأرض في سيرها بشكل مثير .
هي كلها كانت كتلة من الجمال الصارخ لم يكن يتخيل أن الاسود يليق بها هكذا .. بل لا يتمكن من رفع نظرها عنها حتى فهيئتها مٹيرة ورائعة سلبته انفاسه في لحظة .
وصلت إليه أخيرا لتقف أمامه بشموخ دون أن تبتسم حتى بينما هو فانخفضت عيناه على طول جسدها يتفحصها بإمعان في ذلك الثوب المثير لترتفع نظراته تدريجيا من أخمص قدميها حتى وجهها الخالي تماما من أي مساحيق جمال فقط تزين شفتيها بأحمر شفاه خفيف .
ابتلع حلقه الجاف وقال باسما بإعجاب وهيام 
_ لولا إن المطعم مش هيكون فيه غيرنا مكنتش خليتك تطلعي باللي إنتي لابساه ده أبدا 
جلنار پغضب بسيط 
_ ماله فستاني !!!
عدنان بعينان تتفحصها بجراءة مبتسما 
_ إذا كان أنا وعملتي فيا كدا أمال لو طلعتي قدام الناس هيحصل إيه ! 
تأثرت قليلا بكلماته لكنها لم تظهر حيث ردت بصرامة 
_ إنت قول الحمدلله إني وافقت أخرج معاك أصلا 
عدنان ببرود يحسد عليه بعدما فهم أنها تتعمد إثارة غضبه 
_ الحمدلله .. مش يلا بقى ولا إيه يارمانة اتأخرنا
تأففت بخنق من كلمته المشهورة رمانة وسارت باتجاه السيارة فكانت خطواته هو اسرع منها حيث وصل قبلها وفتح لها باب المقعد المجاور له يبسط كفه مشيرا للداخل .. فوقفت وتطلعت إليه رافعة حاجبيها بابتسامة قبل أن تمسك بثوبها ترفعه قليلا وترفع ساقها الناعمة والجميلة حتى تدخل وتجلس بالمقعد وتتابعه بعد أنا اغلق الباب والتف للجهة المقابلة يصعد بجوارها وينطلق بالسيارة .
كان العشاء بأحد افخم المطاعم وحين دخلت معه كان المكان فارغ تماما لا يوجد به أي طاولات ولا وجود لأي زبائن وفقط بالمنتصف وضعت طاولة متوسطة الحجم وحولها مقعدين مقابلين لبعضهم والأضواء كانت بنية خاڤتة وصوت موسيقى رومانسية هادئة تملأ المكان .
التفتت برأسها إليه وقالت بدهشة 
_ إنت حجزت المطعم ده كله علشانا احنا بس !!! 
انحنى على أذنها يهمس في عاطفة 
_ تؤتؤ عشانك ! 
مالت برأسها للجانب وحدجت في لمعة عيناه الجديدة بعمق وفورا اشاحت بوجهها بعد أن أحست بأن الابتسامة ستخدعها وتنطلق فوق ثغرها .. ثم سمعت همسه الخاڤت مع ابتسامته 
_ تعالي نقعد يلا
سارت معه نحو الطاولة الوحيدة المتبقية بالمطعم وقبل أن تسحب مقعدها كان يسحبه

هو لها بأسلوب راقي .. هنا فشلت في إخفاء ابتسامتها التلقائية التي شقت طريقها لثغرها وجلست فوق المقعد ثم ابتعد هو والتف ليجلس فوق مقعده يتابعها وهي تتجول بنظرها في أرجاء المكان كله معادا وجهه .
فجأة صدح صوت رنين هاتفه الموضوع فوق سطح الطاولة فتطلع لشاشته يقرأ اسم المتصل ثم جذبه واستقام واقفا
 

تم نسخ الرابط