روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز


ميلاده عشان يتفاجيء بينا لكن لو قولناله مكانا هياجي هو والمفاجأة هتبوظ
وثبت الصغيرة فرحا على الأريكة بمجرد سماعها لجملة والدتها حول عودتهم القريبة إلى منزلهم الأصلي وقالت بإيجاب في ابتسامة ماكرة وهي تغمز لها 
_ مش هنقوله 
أمسكت جلنار بهاتفها وطالعت صغيرتها بابتسامة متوترة بدأت دقات قلبها تتسارع وصوت بعقلها يلح عليها بطريقة مرهقة للأعصاب تراجعي لا تفعليها !! .. ستندمين صدقيني كانت على وشك التراجع بالفعل لكنها لم تفعلها على آخر لحظة فقط من أجل صغيرتها التي تتحرق شوقا لمحادثة والدها بعد غياب شهرين وربما حتى هي التفكير بأنها ستحادثه بعد كل هذا الغياب أربكها .

كان عدنان بمكتبه الخاص في المنزل يمسكبالدموع .. كانت دمعة تقف على أعتاب جفنيه وما منعها من النزول سماعه لصوت رنة مميزة خرجت من هاتفها كانت رنة أحد تطبيقات السوشيال ميديا ضيق عيناه بريبة وأمسك بالهاتف يحدق في اسم المتصل بدهشة حيث كان الملف الشخصي الخاص بزوجته رفرف قلبه بتلهف امتزج بالڠضب المدمر وأجاب فورا بصوت جهوري 
_ جلنار أااا ...
توقف عن الكلام ودخلت السکينة لصدره وكأن الحياة أعطته فرصة جديدة ليحيا وهو يستمع لصوت فتاته وهي تهتف بفرحة

_ وحشتني أوي يابابا 
لاحت الابتسامة الأبوية والحانية على شفتيه ليحيبها بصوت ضعيف بعد أن تلألأت العبرات في عينه 
_ وإنتي كمان ياهنايا وحشتيني أوووووي .. عاملة إيه ياقلب بابا .. إنتي كويسة 
أخذت جلنار الهاتف من على أذنها وضغطت على زر فتح محادثة الفديو ثم أعطتها الهاتف مرة أخرى وهمست في أذنها بصوت منخفض 
_ قوليله افتح الفديو


يابابا 
قالت هنا بحماس طفولي وصله في صوتها تردد ما قالته لها والدتها 
_ افتح الفديو يابابا 
انزل الهاتف من على أذنه فور سماعه لجملتها وضغط هو الآخر على زر محادثة الفديو فانفتح الفديو .. رأى صغيرته وهي تحدق بشاشة الهاتف التي تراه فيها وهي تضحك بسعادة فاتسعت ابتسامته أكثر وكانت جلنار تجلس بجانب صغيرتها تتابع انفعالات وجهه لوهلة شعرت بالندم الحقيقي والإشفاق على وضعه ترك لحيته حتى ڼموت وكبرت وظهرت الهالات السوداء أسفل عيناه التي توضح عدم نومه المنتظم من فرط التفكير والحزن .
لكنه لا يزال تماما كما اعتادت أن تصفه كالعقاپ قوى في نظراته وصلب وشامخ حتى في أشد لحظات ضعفه ولطالما كانت ترى عيناه الواسعة تشبه عيني العقاپ في حدة نظرها وفي لونها البنى الغامق وحاجبيه المقطبين مما يعطيه مظهرا رجوليا مثيرا .
هتف عدنان بتلهف 
_ إنتوا فين ياحبيبتي 
_ مش هينفع عشان المفاجأة 
_ مفاجأة إيه ! 
نظرت هنا لأمها التي هزت سبابتها ورأسها بالنفي تحذرها من أن تخبره بشيء لاحظ عدنان وجود جلنار بجانب ابنته فقال بصوت غليظ ومستاء 
_ اديني ماما يا هنا 
حولت شاشة ناحية أمها فانتفضت جلنار فورا من مكانها تبتعد عن الكاميرا ثم جذبت الهاتف من يد ابنتها واخفت الكاميرا بكفها فسمعت صوته الخشن وهو يحاول تمالك أعصابه حتى لا تسمعه ابنته ويقول بلهجة صارمة 
_ ابعدي ايدك من على الكاميرا ياجلنار 
هبت جلنار واقفة واتجهت إلى الغرفة وأشارت لأبنتها أن تنتظرها بمكانها وستعود لها أغلقت الباب وازاحت يدها من على الكاميرا ولكنها أبعدت الهاتف من أمام وجهها وقالت بصوتها الرقيق المعتاد 
_ انا اتصلت بس عشان هنا .. كانت زعلانة وعايزة تشوفك وتكلمك لأنك وحشتها 
_ اخدتي بنتي ورحتي بيها فين 
كان سؤال صريح ومحتدم منه لتجيبه هي بهدوء مستفز 
_ والمفروض إني اقولك عشان تاجي وتاخدها مني زي ما اتفقت مع بابا 
سمعت صيحته العالية التي خرجت من سماعة الهاتف 
_ مش إنتي رغبتك كانت الطلاق وصمتتي عليه .. كنتي متوقعة إني هسيبلك بنتي 
انفعلت هي الأخرى لتصرخ به في عصبية 
_ دي مش بنتك وحدك .. دي بنتي أنا كمان وأنا أمها ومن حقي تعيش بنتي معايا خصوصا وهي في السن ده 
استشاط غيظا وصړخ بها مغتاظا 
_ جيبي الزفت التلفون ده على وشك مش بكلم نفسي أنا 
عدلت الهاتف ووجهت الكاميرا على وجهها لتصيح به في وجه أحمر من فرط الغيظ 
_ متزعقليش فاهم ولا لا 
تمعن للحظات في صورة وجهها الظاهرة أمامه في الهاتف وشعرها الناعم الذي ينسدل على كتفيها بانسيابية ووجهها الأبيض البريء والجميل وبعد أن امتصت رؤيته لها غضبه عاد يظهر على ملامحه من جديد وهو يهتف بنظرة ڼارية بعد أن وقعت عيناه على شفتيها المزينة بأحمر شفاه من اللون البنفسجي 
_ حاطة الروج ده ليه ! 
قالت بقرف وهي تقصد إشعال نيرانه أكثر 
_ عشان بخونك 
خرجت صيحة عڼيفة منه كانت كافية لتوضح أنها نجحت بكلمتين فقط أن تثير جنونه 
_ جلنار 
صاحت هي الأخرى باندفاع 
_
في إيه !! .. مش لما تسأل أنت الأول أسئلة منطقية هبقى ارد عليك
 

تم نسخ الرابط