روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز


تستخدم أسلوب الھجوم وهي في وضع الدفاع .. فتمتم بهدوء مزيف لا يزال يتحلى به أمامها 
_ صوتك ميعلاش عليا وخصوصا لما تكوني غلطانة 
جلنار بعناد 
_ أنا مغلطتش .. طلبت من عم حامد يجيبه عشان هنا وقولت إني لو اكلت واحدة مش هتعمل حاجة متوقعتش إن واحدة بس هتعمل كل ده أكيد .. بعدين إنت مهتم ليه مش فاهمة .. على العموم أي كان السبب شكرا على اهتمامك أنا بقيت كويسة دلوقتي ياريت تمشي بقى وتروح عند مامتك ومراتك

هذه المرة هدوءه لم يكن مزيفا حيث لاحت شبه ابتسامة على ثغره وهو يطالعها بنظرة متفحصة آخر كلماتها أظهرت له مدى سذاجتها .. رغبت في أن تظهر له نفورها من وجوده لكنها فعلت العكس ولم يفهم من نبرة صوتها الرقيقة سوى الغيظ .
جلنار بسخط من تجاهله كلامها وابتسامته 
_ بقولك امشي يا عدنان
قرر أن يلعب بالأوراق الرابحة مثلها حتى يتحقق التعادل في مبارة تكاد تخرج منها هي رابحة بكل مرة فقال بهدوء أعصاب مستفز وبعدم اكتراث جسده بمهارة لاعب محترف 
_ ده بيتي يعني اجي وقت ما أنا


عايز وامشي وقت ما عايز .. ثم متقلقيش وجودي مش هيأثر بحاجة عشان ممكن يكون عقلك خيل ليكي إني ممكن اقرب منك يعني أنا لو قربت منك فهيكون لسبب واحد وهو اللي اتجوزنا عشانه
التهبت عيناها بنيران الڠضب .. وتحول وجهها إلى جمرة جعلت منه أحمرا كالدم من الغيظ ولوهلة أحست بأنها تود التقاط كأس الماء الذي بجوارها وتلقيه عليه فتتخلص منه نهائيا .. جملته الأخيرة لم تكن تثير الڠضب بقدر ما استهدفت الإعماق فأوجعت بشدة .
وثبت من فراشها واقفة وثائرة ثم هتفت بقوة وثبات حاولت إظهارهم بصعوبة بعد جملته المؤلمة وبعينان كلها نقم واشمئزاز 
_ قصدك اليوم الأسود اللي اتجوزنا فيه .. أنا
عمري ما ندمت على حاجة في حياتي قد ما ندمت على إني استسلمت ووافقت اتجوزك تعرف أنا ندمانة إن سمحتلك تلمسني أصلا .. وبندم إن عندي طفلة منك كان نفسي أول بنت ليا تكون من راجل بحبه وبيحبني ويستحق إن مامتها تضحي بكل حاجة عشانه وعشانهم بس إنت متستهلش التراب حتى ودلوقتي متخيل إني ممكن اكرر الغلط مرتين واسمحلك تاني تقرب مني ويكون عندي طفل تاني منك .. يبقى بتحلم أحب اقولك إن إنت هتفضل النقطة السودا اللي في حياتي حتى بعد طلاقنا
تحولت الأجواء من الهدوء الممېت إلى الثوران حيث هب واقفا من مقعده وهتف بزمجرة صوته الرجولي وغيرة واضحة بعيناه 
_ وهو مين ده بقى الراجل اللي بتحبيه وبيحبك !
ابتسمت بسخرية ونظرة ڼارية كلها غل ثم قالت بتعمد في شراسة حتى تجعله يزداد اشتعالا 
_ حاتم مثلا !
تشنجت عضلات وجهه وتحول كوحش مفترس يستعد للهجوم على فريسته .. يعرف أن نطقت ذلك الاسم خصيصا لتزيد من غيرته أكثر .
ججذبها من ذراعها يقبض عليه پعنف ويقول بنظرة مرعبة أمام عيناها مباشرة وبصوت يشبه فحيح الأفعى 
_ عشان يكون في معلوماتك إنتي كنتي ليا وهتفضلي ليا .. وإن مكنتيش ليا ياجلنار مش هتكوني لغيري خليكي فاكرة ده كويس أوي
لا تنكر أن تهديده ونظرته اربكتها ظلت تنقل نظرها بين عينيه الثاقبتين لم تخطئ حين وصفته بالعقاپ .. يشبهه بكل شيء يمتلك نفس العينان الثاقبة والشموخ الذي يسبح في نظراته دوما .. صلب وقاس ولا يرحم لديه من الشراسة والقوة ما تكفيه ليكون في الصدارة ! .
انزوت نظرها عنه و دفعت يده بعيدا عنها في قوة ثم اتجهت إلى الحمام تاركة إياها يزأر كالأسد .
في صباح اليوم التالي

.....
اتجهت فوزية إلى الباب وفتحت فوجدت أمامها صديقة مهرة وابنة حارتهم البالغة من العمر الرابعة والعشرون مثل حفيدتها .. فقالت ببشاشة 
_ أهلا وسهلا ياسهيلة ادخلي يابنتي 
دخلت وقالت بعذوبة 
_ متشكرة ياخالتي .. إنتي اخبار صحتك إيه ! 
_ بخير الحمدلله يابنتي .. والله جيتي في وقتك لاحسن البنت مهرة مجنناني من امبارح وشكله في حاجة ومش عايزة تقولي بس يمكن تقولك إنتي 
تنهدت سهيلة بضيق بعد تذكرها لما حدث بصباح الأمس فقالت بلطافة 
_ متقلقيش ياخالتي أنا هعرف مالها وهقولك .. هي فين 
أشارت فوزيه بيدها في اتجاه الغرفة متمتمة بقلة حيلة 
_ في الأوضة من وقت ما صحيت من النوم مطلعتش منها
_ طيب أنا هدخلها اشوفها وإنتي اعمليلنا كدا كوبايتين ليمون 
من إيدك الحلوة دي عشان نهديلها أعصابها بيهم
ضحكت فوزية بخفة وأماءت لها بالموافقة في صفاء بينما سهيلة فاتجهت إلى غرفة صديقتها وفتحت الباب دون استاذآن حتى ! .. فوجدت مهرة جالسة على الفراش بسكون .
قالت مهرة بقرف 
_ أنا برضوا قولت هو مفيش غير واحدة بس اللي تفتح الباب من غير أذن كدا .. إنتي يابت ابوكي وأمك معلموكيش إني في بيبان بتتخبط
 

تم نسخ الرابط