روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود
المحتويات
الفكاهية دي !
أجابها في سخرية مزيفة فاقتربت بوجهها منه وقالت وهي ترفع حاجبها بثقة تامة
_ تقدر تنكر إن بضحكك
كان سيستمر في العناد معها لكن اقترابها منه ونظرتها عن قرب .. جعلته بهيم بها عشقا واذابته كقطعة السكر داخل كوب من عصير الفراولة .
تمتم بنظرة ذات معنى ونبرة اهتز لها بدنها
_ الحاجة الوحيدة اللي مقدرش أنكرها إني بعشقك يامهرتي ومنتظر اليوم اللي تكوني فيه مراتي وبين ايديا بفارغ الصبر
_ طيب مش يلا بينا ولا إيه .. كدا هنتأخر وتيتا ممكن تقلق عليا
_ يلا
اندفعت لخارج الغرفة بسرعة قلبه لكي تهرب من نظراته بينما آدم فلحق بها وهو يبتسم بغرام جارف .......
بتمام الساعة العاشرة مساءا ......
أخرج عدنان المفتاح من جيبه ووضعه بالقفل ثم اداره لينفتخ الباب ويدخل القى نظر تفحصية حوله من الأجواء الهادئة الذي يغلفها الصمت القاټل والأضواء
لا أثر للخادمة سماح ولا صوت ينبعث من المطبخ مما أكد له أنها نامت بوقت مبكر الليلة فتنهد الصعداء بقوة وراحت الذكريات المؤلمة تسير أمام عيناه كأن الزمن يعيد نفسه من جديد
كيف أصبح المنزل تسكنه الكآبة والتفكك كصحراء قاحلة لا أثر لوجود الحياة بها ! .. لا يدري من المتسبب في ذلك الخړاب بنفوسهم هل أمه وبأفعالها الشنيعة .. أم هو بأخطائه التي لا تغتفر حين صمم على الزواج من فريدة رغم رفض الجميع للفكرة وعندما أصر أيضا على الزواج من جلنار فقط كيدا بأمه .. لينتهي به المطاف في النهاية هو الخاسر الوحيد .. وهو على مشارف خسارة طفلته وكذلك المرأة التي لو قضى بقية عمره كله يبحث عن شبيه لها لن يجد .
مسح على وجهه وهو يتأفف بحرارة ثم تحرك بخطوات طبيعية للطابق العلوي حيث توجد غرفة أمه .. فتح باب غرفتها ببطء شديد ودخل فوجدها نائمة في فراشها بسكون .. الټفت برأسه للخلف واغلق الباب بكل حذر ثم اقترب منها ليجلس على حافة الفراش بجوارها ويتمعن في معالم وجهها الضعيفة الذي ذهب رونقها وقوتها .. لم يكن السن يظهر عليها أبدا كأنها كانت تستمد قوتها وبأسها من وجودهم معها لكن حين تركوها فقدت كل هذه القوة وعادت لطبيعتها ! .
التحكم في قلبه الذي يشتاق لها
كثيرا .. يبدو أنها النهاية وكما هي نهاية كل شيء يجب أيضا أن تنهي الخړاب وتعيد تعمير الصحراء من جديد .
دون أن يقترب منها أو حتى يلمسها فتحت عيناها وكأن فطرتها الامومية نبهتها خلال نومها بوجود ابنها فور استقرار عيناها عليه هتفت بدهشة
وثبت جالسة فورا وهي تبتسم بسعادة وتقول بتلهف
_ إنت كويس ياحبيبي
ابتسم لها بحنو ثم مد كفه يلتقط يدها ويحتضنها هامسا
_ أنا كويس ياماما .. المهم إنتي تكوني كويسة
غامت عيناها بالعبارات واجابته ببحة عاجزة وضعيفة
_ أنا كويسة طول ما أنت جمبي وبخير ياعدنان
نظراته كانت دافئة كلها حب خالية من أي مشاعر قسۏة أو ڠضب بهذه اللحظة فقط تأكدت أن عزيزها وابنها عاد مرة أخرى لا يمكنه تخيل لكم تمنت واشتاقت لنظراته تلك ! .
وجدته يرفع كفها لشفتيه ويقبل ظاهره هامسا
_ أنا دايما جمبك ولا يمكن أسيبك ياماما
_ أنا وآدم هنفضل دايما جمبك ومن هنا ورايح لا يمكن نسيبك تاني .. بس إنتي كمان توعديني إنك تتغيري بجد ومترجعيش أسمهان القديمة أبدا
أسمهان بنفي قاطع وصدق نابع من صميمها
_ لا يمكن اكرر الغلط مرتين واخاطر بخسارتكم مرة تاني .. كفاية وقوفي في صف فريدة اللي مش هقدر اسامح نفسي عليه أبدا
فور ذكرها لاسم فريدة تشنجت معالم وجهه وهتف بحدة وڠضب
_ ال دي اسمها ميتذكرش ياماما وبالأخص قدامي
أسمهان معتذرة بضيق من نفسها
_ أنا آسفة ياحبيبي .. اوعدك محدش هيجيب سيرتها ولا يذكر أسمها تاني أبدا
سكتت للحظات وتابعت مبتسمة
_ هنا وجلنار عاملين إيه
عدنان ضاحكا بعدم حيلة فور تذكره لحدث الصباح وقال
_ كويسين .. القردة الصغيرة دي تعباني هلاقيها منها ولا من أمها !
قهقهت بخفة وقالت بود ودفء
_ بتدلع عليك حقها ياعدنان .. ولو على
متابعة القراءة