روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود
المحتويات
وابتسم مغمغما
_ مكنتيش تقصدي في إي بظبط .. في إنك مبتحبنيش ولا ....
قاطعته وتابعت بخفوت
_ في كلامي عموما ياعدنان .. يعني كنت متعصبة ومش عارفة أنا بقول إيه !
مال بوجهه عليها حتى لفحت أنفاسه الساخنة صفحة وجهها وتطلع في عيناها بتدقيق شديد هامسا في فحيح مربك
_ ليه !
لم يبتعد رغم ملاحظته لتوترها .. بل اقترب أكثر ليتلذذ بذلك الاضطراب الذي نادرا ما يراه على وجهها وأردف بهمس رجولي يذيب البدن
توترت بشدة وفرت الكلمات من عقلها فلم يسعفها لسانها للتفوه بأي كلمة .. وتطلعت بعيناه البندقية الثاقبة في لحظات من غياب العقل المؤقت .. تبدو نظراته قاسېة لكنها تحمل الحنو والعاطفة في ثناياها .. تلك المشاعر تراها للوهلة الأولى بعينيه التي طالما كانت متحجرة وجامدة كمشاعره وقلبه .. لا تدري هل عقلها هو الذي يرسخ تلك الأفكار به بسبب ذلك الاعتراف أم أن ما تراه حقيقي بالفعل
بدت لها في البداية
_ شايفة إيه !!
فاقت من تأملها لعيناه على تلك الجملة التي تفوه بها فحدجته بعدم فهم ليكمل بنفس النبرة السابقة يعيد سؤاله بتوضيح أكثر
_ شايفة إيه في عيوني !
ماذا يحدث لي! لماذا اتطلع إليه كالبلهاء هكذا توقف عن هذه السخافات وعودي لوعيك ياحمقاء ! لم يكن عقلها هذه المرة من يتحدث بل نفسها المتمردة .. وفورا ارتدت للخلف تبتعد عنه وتجيب بحزم بسيط
فشل في حجب ابتسامته أكثر من ذلك حيث ارتفعت لثغره ومط شفتيه بجهل مجيبا بنظرة ذات معنى
_ لنفس السبب اللي بيخيلني أنا كمان ابص في عينك واتأملها
جلنار بابتسامة ساخرة
_ وهو ايه ده بقى السبب !
عدنان بلمعة عين مختلفة
_ إنتي فاهمة قصدي كويس
_ لا مش صح
القت بجملتها وقررت إنهاء حرب الأعصاب التي تعاني منها فاندفعت نحو الباب حتى تغادر لكنه قبض على كفها يمنعها من التقدم .. وكأنه قرأ ما كان يدور برأسها اثناء تأملها لعيناه فقرر الرد بفعل بسيط لكنه يعني الكثير .
تسارعت دقات قلبها الشغوف واضطربت بشدة فسحبت كفها بهدوء بعدما ابعد شفتيه وفتح عيناه ثم أسرعت للباب تفتحه وتنصرف لتقف بالخارج أمامه بعدما اغلقته خلفها .
وسط تلك اللحظات سمعت صوت صغيرتها تهتف بتعجب من حالة أمها
_ مامي !!
فزعت واسرعت بإنزال كفها لتجيب على ابنته بجدية تجسدتها بمهارة
_ نعم ياحبيبتي
هنا بفضول طفولي واستغراب
_ بتضحكي ليه !
أشارت جلنار لنفسها باستنكار تنفي سؤال ابنتها
_ أنا بضحك !!!! .. هضحك ليه .. أكيد مش بضحك
يعني ياهنون .. ادخلي اقعدي مع بابي جوا
ثم انحنت على صغيرتها ولثمت وجنتها بحنو قبل أن تستقيم من جديد وتسير مبتعدة عنها .. بينما الصغيرة فبقت تتابع أمها بنظرات متعجبة حتى زمت شفتيها بيأس ودخلت لأبيها ! .
كانت نظرات فاطمة ثابتة على ابن شقيقتها الذي يجلس على المقعد المقابل لها ويعبث بالصحن دون أن يأكل وعلى شفتيه ابتسامة عبثية بسيطة .. وبتلقائية ارتفعت الابتسامة لثغرها هي الأخرى تضحك بعدم فهم وحيرة على حالته الغريبة .
بينما هو فعقله كان مشغول بتلك التي احتلته بشكل عجيب وبسرعة لم يكن يتخيلها .. قضى الليل بأكمله الأمس يفكر في تلك الخطوة التي يرغب بها .. وبعد تفكير مليا وطويلا حسم قراره أخيرا .. سيفعلها لتكون فرصة وبداية جديدة لهم هم الأثنين .
فاطمة بضحكة مستغربة
_ إيه ياولا مالك من أول ما قعدت على السفرة وانت منشكح كدا .. قولي حتي وفرحني معاك !
رفع حاتم نظره لخالته وتنفس الصعداء بعمق قبل أن يغمز لها بمشاكسة ويميل بوجهه تجاهها هامسا
_ هحققلك مناكي يافطوم
استغرقت دقيقة كاملة حتى فهمت ما يرمي إليه فصاحت به بفرحة غامرة
_ هتتجوز ياحاتم !!!
بتلك اللحظة تحديدا كانت نادين تهبط الدرج متجهة إليهم وعند سماعها لصيحة فاطمة بتلك الجملة تسمرت مكانها مدهوشة .. وبقت تستمع لبقية حديثهم ! .
اماء حاتم برأسه في إيجاب لخالته التي تابعت بحماس شديد
_ هااا قولي بقى مين
متابعة القراءة