روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود
المحتويات
أنا هي هنسهقبلك بليل احلى استقبال
قهقه بخفة واستمر حديثه معها لدقائق أخرى حتى ودعها واغلق بعدما طرأ له عمل طاريء بالمستشفى واضطر لإنهاء حديثه مع عائلته .
كانت أسمهان تقف أمام خزانتها تبحث بين ملابسها عن ذلك الدفتر الصغير الخاص بها .. وأثناء بحثها وقعت يدها على صور قديمة لا تعرف كيف تلك الصورة لا تزال معها ! .. تذكر أنها
ألقت بها في القمامة منذ زمن طويل ! .
التقطتها بين يديها تتطلع إليها بصمت وقد احتدمت نظراتها بشدة .. لتشوبها غمامة من الغل والبغض .. مجرد تذكرها لذلك اليوم يثير چنونها واشمئزازها .. ليتها أبت ولم تنصاع خلف أصوات قلبها السخيفة .. لكن ماذا يفيد الندم بعد فوات الآوان .. بل في الواقع كلاهما لا يحق لهم الندم أساسا .
_ ادخل
دخلت إحدى الخادمات تحمل فوق يديها الطعام الخاص بها هاتفية
_ اتفضلي يا هانم
أسمهان باستغراب وحدة
_ جايبة الأكل هنا ليه .. آدم زمانه على وصول وهناكل مع بعض !
ابتلعت الخادمة ريقها بتوتر من العاصفة التي ستهب الآن إذا أخبرتها بما حدث لكن بالأخير ردت مغلوبة
أسمهان بحيرة
_ ليه مش جاي وإزاي عرفتي
من شدة توترتها ظهر التعرق فوق جبهتها .. حيث ردت باضطراب وخوف
_ ليلى اتصلت بيا وقولتالي ابلغ حضرتك إن آدم بيه راح المستشفى عند البنت اللي اسمها مهرة لأن جدتها تعبانة
اشتعلت عينان أسمهان بالنيران لتسأل في تأكيد
أماءت لها الخادمة برأسها في إيجاب .. وحين رفعت نظرها تتطلع لأسمهان رأتها عبارة عن جمرة ملتهبة واخذت تتحرك يمينا ويسارا صائحة في عصبية
_ بيعمل إيه
مع البنت البيئة دي .. ماشي يا
آدم
اقتربت الخادمة ووضعت الطعام فوق الطاولة پخوف ثم همست في خفوت مضطرب
وفورا استدارت وهرولت مسرعة تغادر قبل أن تفقد أعصابها أكثر من ذلك فتكون هي كبش الفداء وتخسر عملها دون سبب !! ....
يقف على مسافة ليست ببعيدة منها يتأملها بأعين محبة .. ترتدي ثوبها الصباحي الأحمر ذو الأكمام الطويلة .. شعرها يتطاير حولها بفعل نسمات الهواء الرقيقة وبيدها تمسك دلو سقى الزرع تقوم بسكب الماء من الفتحات الصغيرة في الدلو تسقي بها ورودها الحمراء مثلها .. وفوق شفتيها ابتسامة ناعمة تسرق العقل .
تقدم منها بخطوات هادئة فيراها وهي تنحنى بوجهها على الزهور تستنشق رائحتهم وفور شعورها به بجوارها رفعت رأسها وقالت في عفوية بإشراقة وجه
_ شكلهم جميل أوي مش كدا
لم يحيد بنظره عنها وهو يتأملها مبتسما ويجيب هامسا بعينان ثابتة عليها غير مباليا بتلك الزهور بجانب زهرته الأجمل على الأطلاق
_ امممم جميلة أوي
انتبهت لنظراته لها فارتبكت قليلا واسرعت تشيح بنظرها عنه تهتف في جمود بعدما رأته مردتيا ملابسه ومستعدا للذهاب
_ إنت رايح الشغل
همهم بصمت دون أن يجيب ثم انحنى عليها يقبل وجنتها بلطف ولم يمهلها اللحظة حتى ترمقه بشراسة كالعادة على فعلته حيث تابع فور قبلته
_ النهارده هاخد رمانتي ونتعشى برا ونقضى وقت لطيف .. جهزي نفسك بليل
غضنت حاجبيها باستغراب وهتفت في جدية
_ ليه .. إيه المناسبة !!!
عدنان بخفوت جميل وابتسامة
_ من غير مناسبة .. مش لازم يكون في مناسبة عشان اخدك ونطلع نقضي وقت لطيف مع بعض
ابتسمت باستنكار عاقدة ذراعيها أمام صدرها تلقي عليه بسهام كلماتها القاسېة
_ امممم أصل مش متعودة على الاهتمام منك أو إنك تفكر فيا أساسا .. عشان كدا مستغربة
تلاشت ابتسامته ونجحت بالفعل في مبتغاها لكنها وجدته يمد أنامله لخصلاتها يبعدها عن عنيها هامسا في نظرة ذات معنى ونبرة جادة تحمل وعيدا عاطفيا
_ وأنا سبق ووعدتك إنك هتشوفي شخص تاني ياجلنار وقولتلك إنك من هنا ورايح هتاخدي وبس مني .. يعني اتعودي على الاهتمام والحب ده
جلنار باسمة بسخرية وصوت يضمر خلفه المرارة
_ حب .. وهتديني الحب إزاي وإنت مش بتحبني ياعدنان !!
رأته ينحنى مجددا عليها يلثم وجنتها بقوة ثم يهمس بالقرب من أذنها بنبرته الرجولية العاطفية
_ ومين قالك إني مبحبكيش !
صابها السكون الممتزج بدهشتها من رده وكالمرة السابقة لم يترك لها الفرصة لتجيب حيث ابتعد وقال غامزا
_ جهزي نفسك بليل زي ما قولتلك .. أنا همشي عشان اتأخرت
وباللحظة التالية كان يثير مبتعدا في اتجاه سيارته يتركها متصنمة مكانها بعدم فهم أو استيعاب لما تفوه به للتو .
توقف بسيارته أمام مبنى المستشفى ثم ترجل منها وقاد
متابعة القراءة