روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز


المنطقة الحمراء بفعل الالتهاب رفعت نظرها له وسألت بعين تعتذر لما سببته 
_ بتألمك جامد 
_ أيوة ياجلنار إنتي بتسألي أسئلة ذكية أوي قهوة سخنة وادلقت عليا فكرك هتكون بتألمني ولا لا !! 
زمت شفتيها بضيق من انفعاله عليها وصاحت 
_ وانتي بتكلمني كدا ليه أنا مالي .. هو أنا اللي قولتلك امسكني 

رفع حاجبه مستنكرا

ردها بدلا من أن تشكره تنكر جميله .. رد عليها بابتسامة ساخرة 
_ صح عندك حق .. انا غلطان كان المفروض اسيبك تقعي وتتكسر رقبتك 
جلنار بمضض وخنق من أسلوبه 
_ خلاص أنا آسفة معلش اللي حصل بسببي
لم يعقب فقط رمقها بصمت وتابعها وهي تكمل ما بدأت به للتو لحظة واثنين حتى غاص متأملا إياها .. لون شعرها المتغير الذي يميل للكستنائي لاحظه منذ أن رآها في أمريكا ولكنه لم يعقب وبكل مرة يقرر بأن يسألها متى غيرت اللون لا تسمح الفرصة بسبب شجارتهم الدائمة منذ عودتهم هذا اللون يليق بها بشكل مثير يجلعها تماما كشمس الصباح المشرقة حين تكون دافئة ومتوهجة بنفس اللحظة .
خرجت همسة خاڤتة منه وهو يبتسم بنظرة إعجاب 
_ غيرتي لون شعرك لما كنتي في أمريكا 
ردت عليه باقتضاب 
_ امممم وياريت بلاش تعليق سخيف أو .....
توقفت عن استرسال الحديث حين وجدته يمد أنامله ويبعد خصلاتها المتمردة من أمام عيناها ويتمتم بنظرة لئيمة مبتسما 
_ Very exciting مثير للغاية 
ارتفع حاجبها بدهشة من رده غير المتوقع أليس تغزله بها شيء يدعى للذهول !! .. ابتسمت وقالت بازدراء 
_ لولا إن القهوة ادلقت على بطنك كنت قولت حاجة تاني .. إنت متأكد إنك تقصدني أنا ! أصل ....
قاطعها للمرة الثانية وهو ينحنى عليها ويمد يده خلفه ليجذب التشيرت لوهلة ظنته سيقبلها لكنها حمدت ربها أنه لم يفعل توقف أمام وجهها قبل أن يبتعد وقال بلهجة حازمة ومغتاظة منها 
_ تصبحي على خير يارمانتي 
وقبل أن يستقيم واقفا خطڤ قبلة من جانب ثغرها ثم توقف وسار متجها نحو الغرفة ظلت مكانها تحاول استيعاب ما قاله وما فعله حتى هتفت بعفوية ساخرة 
_ هو في إيه .. ماله ده !!!
توقف بسيارته أمام إحدى المقاهي ونزل منها ثم قاد خطواته إلى الداخل ودار بنظره بين الجميع بحثا عنها حتى وجدها تجلس بالقسم الثاني من المقهي المقابل للنيل على أريكة متوسطة الحجم مقابلة للماء .. تعرف عليها من شعرها وظهرها فتنهد بارتياح وفي تلك اللحظة دوى صوت رنين هاتفه فأخرجه وأجاب على الهاتف وعيناه معلقة عليها 
_ أيوة ياخالتو 
ميرفت بصوت مرتعد 
_ طمني يا آدم لقيتها 
غمغم بصوت رجولي خاڤت 
_ لقيتها متقلقيش اهي قدامي 
ميرفت برجاء 
_ طيب متتأخرش يا آدم لأحسن أنا مش قادرة أقف على رجلي من الخضة هاتها وتعالو علطول 
_ حاضر مش هنتأخر مټخافيش 
انهى الاتصال معها ووضع الهاتف في جيب بنطاله مرة أخرى ثم تحرك باتجاهها في خطوات متريثة
وعند وصوله إليها توقف للحظات خلفها ينظر إليها من الخلف كانت شاردة الذهن تتطلع للماء بعينان تائهة وبائسة .. مسح على وجهه بعبوس بات ناقم على نفسه المتسببة فيما وصلت إليه .
تحرك وجلس بجوارها ليخرج صوته الرزين وهو يحدق في الماء مثلها 
_


العزلة مش هتفيدك بالعكس بټأذي أكتر
صابتها نفضة بسيطة بخضة عندما سمعت صوته ورأته بجانبها .. متى جاء وكيف عرف مكان تواجدها ! سؤالان طرحتهم في وقت واحد بعقلها ! .. ابعد هو نظره عن الماء والټفت إليها برأسه مسترسلا حديثه بنظرة ذات معنى ونبرة مهتمة 
_ هتفضلي تفكري في الحاجة اللي مضايقاكي اكتر واللي هيحصل إن الحزن هيفضل ملازمك .. ارمي الشيء اللي مضايقك يازينة ورا ضهرك صدقيني طالما مسبب ليكي الألم ده يبقى ميستاهلكيش ومفيش حاجة تستاهل إن ابتسامتك الجميلة تختفي من على وشك
لمعت عيناها وتلألأت الدموع فيهم وهي تحدق به بقلب منكسر يتحدث كأنه يعرف بكل شيء .. لكنه أصاب الهدف تماما بكلماته شعرت بدموعها على وشك الانهمار فالتفتت برأسها تجاه البحر مسرعة تهرب بنظراتها منه هامسة ببعض الاضطراب 
_ هو إيه ده اللي ميستاهلنيش ! 
_ اللي مضايقك 
رمقته بنظرة طويلة .. نظرة عاجزة ومنطفئة وعينان دامعة تتحدث عن الآم قلبها المعذب بڼار الهوى .. هذه المرة لم يبعد نظره عنه كالعادة بل ظل مثبتا عيناه عليها يحاول إخبارها من خلالهم أجل أنا هو الذي اقصده .. لا استحقك بل تستحقين الأفضل مني .
اشاحت بوجهها مرة أخرى وهتفت بصوت حاولت إظهاره طبيعيا 
_ عرفت إزاي إني هنا ! 
آدم ببساطة 
_ تخمين 
عندما لم تجب عليه استكمل هاتفا بجدية 
_ مامتك كانت ھتتجن من القلق والخۏف عليكي كان على الاقل ردي عليها وطمنيها يازينة 
_ أنا فاكرة إنها لسا في المعرض أو راحت عندكم عشان
 

تم نسخ الرابط