روايه عانس و لكن روايه كاملة لجميع فصول الرواية للكاتبة ايمان فاروق
![موقع أيام نيوز](/UploadCache/libfiles/17/9/600x338o/203.jpg)
المحتويات
الثرى بمقپرة زينت بالورود التي جلبها الأب ونشرها الغلام حول مقرقد امه في حنين واشتياق لها كم كان اللقاء حارا . فمشاعر الأب تختلف كثيرا عن مشاعر الإبن وكل يغني على ليلاه امام مقبرتها .
والأخر هناك يجلس بداخل السيارة ينعي همه بفراق والديه وفراق من نوع اخر بيده هو قتل حبهما الذي ظل قابع بداخله فراق أجبرها على التخلي جعلها
مجتمع فقير في المشاعر يحاوط الكثيرات من من لم يحالفهن الحظ بالزواج لتفوز بلقب زوجه ولكنها بفضل القدر الذي لم يهبها هذا الأمر ينعتها بعض فقراء الحسن بلقب عانس .. وهى التي لم يصبها الدور فنحن مجتمع لا يفقه سوى في ان يطلق الالقاب ويتفنن بها هذه عانس وهذه مطلقة وهذه أرملة وهذه متزوجة ولم تسلم من ان يطلق عليها لقب ناشز لمجرد انها لم تحرز سوى الألم والقهر في حياتها الزوجية ..ومن جهة أخرى يترك الطرف الآخر دون ان يعطيه اي من تلك الالقاب بل ويساندونه بكلماتهم اي ان الرجال لا يعيبهم شئ سوي المال ولا يهم التأخر في الزواج أو الإنجاب او المعاشرة الطيبة .. هم معصمون من تلك الألقاب منزهين من العنوسة ومن اي لغط في الحياة .
خلاص ياعمتوا انا موفقة ..اديهم فرصة تانية .. انا قررت اني اقابل الفرسان التلاته يمكن الاقي فيهم واحد مناسب .
عين العقل ياقلب عمتك ..والله لو عندي ولد غير سامح لكنت مسكت فيكي بأيدي واسناني لكن اعمل ايه ..ادي الله وادي حكمته ..قالتها العمة الكبري كنوع من المجاملة لأبنة أخيها العانس من وجهة نظرها فبناتها تزوجن في سن صغير وابنها يصغر سيهام بسنوات وتزوج هو الاخر .
العمة الصغري بمزاح حتى تخفف الامر على الفتاة قصدك الفرسان التلاته زي مقلتي عليهم من شوية .
العمة الوسطي بسماجة ومالهم بقى رجالة عليهم القيمه والراجل ميعبوش الا جيبه ..طب حتى انا بفكر اعرضك عليهم ياثناء ياختي يمكن تعجبي واحد فيهم لو ختى الي عنده عيلين دول ..اهو ينوسوكي وانتي تراعيهم بدل وحدتك دي .
الأكبر .
توجهت سيهام للقابعة بالداخل في اڼهيار والتي حالها لا يزيد عنها بشئ فكلاهما لديها چرح نازف تحاول ان توارية خلف ابتسامة مغتصة تتبدل بينهن لتردف سيهام قائلة في محاولة لتهدئة العمة أيه يانؤة ..احنا بيهمنا الكلام دا بردوا ..انتي عارفة عمتو مدب وبتقول كلام متعرفش معناه .
سناء وهى تتوجه اليها ببصرها في محاولة لرسم الرضى انا عارفه ان ام هدى بتهزر ..بس الكلام وجعني قوي ..يعني الوحدة بتفقد قيمتها لمجرد أن محصلهاش نصيب مع زوجها وانفصلت ..ليه العيب بيكون على الست ..مش يمكن اجبرت على كده ..مفيش ست بتحب ان بيتها يتخرب ..ولا تفضل انها تعيش وحيدة ..بس في كرامة لازم تخافظ عليها ..الجواز شركة لازم تحترم قواعدها .
معاكي حق ياعمتوا ..احنا ملناش ذنب في كل ده ..ولا بأدينا وصلما للوضع ده ..يالا معلش قومي علشان بابا عيزك وانا هغير واجي علشان نروح للشيخ .
تجلس أمام طاولة الزينة الخاصة بها تمشط شعرها وتفكر في الحديث الدائر بينها وبين عمتها وتتحاور مع نفسها بهزبان تفكر فى ظروفها التى ينعتها الناس بها وكأنها سبة فى جبينها عاانس لتردف بضجر وهى تحرك رأسها بضيق من تلك الهواجز .
أنا ذنبى ايه انى اتأخرت فى الجواز ..يعنى ابقى خريجة جامعة وبتشتغل شغل محترم .. واضتطر أنى أوافق على أى شخص علشان اتخلص من لقب عانس .طب ازاى هقدر وليه منحترمش رغبات بعض اكتر من كده ..وظلت تفكر في من اتوا قبل سابق قائلة في خاطرها .
العريس الأولانى.. أرمل ومعاه تلات عيال وعايز مربية لأولاده مش زوجة لانه لسه عايش في ذكرى زوجته الأولى .
والتانى متجوز ومعاه قرشين وجعينه وعايز واحدة لمزاجه ومتعته الشخصية وكمان عايز اسيب شغلى علشان رجولته بتنقح عليه ...
والتالت غير انه مش متعلم فمفيش أى تكافؤ ما بينا يعني ايه ميعبوش غير جيبه وانا جيبي عمران ..عمر ما السعادة هتشترى بالمال ..فين المودة والرحمة والسكن..
وغيرو وغيرو ..يبقى أنا ذنبى ايه في الحياة .. علشان يتحكم عليا كده ..ليه ليه ليه ياربي حطني في الوضع دا
..عادت من شرودها ومحاورة ذاتها على دلوف والدها بعد أن طرق باب غرفتها ولم تنتبه ..فشعر بالقلق
وفتح الباب ودخل ليطمئن عليها لتوجه اليها وهى واضعة وجهها خلف يديها متأثرة بشئ ما ..مما اثار فزع الاب ليهتف قائلا مالك ياقلب بابا ..فيكي ايه ياحببتي انتي تعبانه كفالله الشړ
حركت رأسها بنفي وهي تمسح وجهها ساحبة الهواء لتزفره براحة حتى تهدئ من نفسها ومن صراعها الداخلي ابدا يابابا مفيش حاجة ..انا كويسة ..هكمل
متابعة القراءة