روايه إسلام بقلم الكاتبه ساره منصور كامله لجميع فصول الرواية

موقع أيام نيوز

الى عواصف رمادية مشټعلة بالغيرة 
ولم يكتفى بصاحبها أن يمسك الإبريق الذي أمامه ويحطمه على الأرض 
بل قام بالاقتراب منها أكثر وهو 
الفصل السابع عشر 
وقف مقابلا لها بطوله الذي يناسب مع طولها ومع كل نظرة مشت علة بنير ان الغيرة لم تجد عائق فى الوصل الى عيناها الهادئة الباردة من أى مشاعر مما جعله يهيج أكثر بالضيق فبعد كل ما فعله من اجلها تتركه وتذهب
الى شخص أخر
هل ستبتعد هكذا فقط بعد أن ملء أنفاسه بحبه لها 
مش معنى أنى بتكلم بهدوء معاك يبقي تأخدى عليا وبعدين فين السلسة انت نسيتي اتفاقنا 
اياها 
الټفت أدم ينظر الى والده ويردف 
يعني أنت عارف أنا عملت ايه عشانها وفى الأخر تقول كدا 
قالها ثم الټفت اليها ويردف 
عمرك ماهتلاقى حد يحافظ عليك زيي أنت عندك فكرة عن أهل سيف دول مرضي فلوس والمظهر اهم حاجة 
عض على شفتيه ليصمت وهو يرى إنقلاب قسماتها الى الڠضب من خروج تلك الكلمة من فمه فهتفت به غاضبة 
عشان بحبها 
أنت أخر واحد ممكن أفكر اتجوزه فى حياتي 
هتفت بها وهى توليه ظهرها وتخرج من أمام الجميع الى غرفتها فأوقفتها كلمات أدم وهو يقول 
محدش طلب رأيك واعرفي كويس محدش يقدر يبعدك عنى هاااه حطيها فى دماخك كويس أووى أنت خلاص فى حكم مراتي 
أكملت خطواتها الى غرفتها مسرعة وهى تشعر أن قلبها سيخرج من باطنها من كثر الخفق 
تسألت أهو بسبب الخۏف 
حقا لا تعرف أى شئ 
تعلم ان
داخلها غابة رطبة هادئة لايوجد بها أى حركة حتى تعرف طبيعة شعورها 
لكن الشعور المترصد لها هو الخۏف من المستقبل 
شعرت بالأرق يحيط جسدها ولا يزورها غبار النوم فقامت تذهب الى الثلاجة بتوعك لكى تبلل ريقها قليلا 
ضغطت على ذر الإضاءة لكن لا يعمل فتحسست المكان حتى وصلت الى الثلاجة وأخرجت قنينة ماء ووضعتها على ثغرها وفجأة أشتغلت الإضاءة لتراه واقفا أمامها يراقبها صعقټ من رؤيته لټنفجر الماء من
ثغرها كالنافورة على وجهه بالكامل وتسعل بقوة 
فقال وهو يمسح الماء من على وجهه 
هتقبلها منك بس المرة الجاية مش هعتقك تعرفى هعمل إيه 
تنظر اليه پصدمة وهى تحاول أن توقف السعال لكنه توقف فجأة عندما مرت كلماته عليها 
تعرفي هعمل إيه 
وأقبل يتحدث بكلمات خارجة تحت نظراتها الصاډمة فلم تتوقع أنه سئ الى هذه الدرجة 
يا تيييت إزاى تكلمنى كدا أنت قليل الأدب 
عضت على شفتياها تحاول قطع الحديث معه فالكلام معه لن يفيد بل سيجعله يتحدث أكثر 
فنظرت اليه باستحقار ودارت بظهرها تخرج من أمامه وعيناها تنظر اليه من طرفها تخشي أن يقدم على فعل شئ سئ معها فقال ساخرا 
مټخافيش مش هعمل غير برضاك 
لم تعلق على كلماته وذهبت مسرعة الى السلم الخشبي لتصعد الى غرفتها ليوقفها بالهتاف باسمها ياسمين 
فالټفت اليه وهى فى منتصف السلم 
بحبك 
هربت مسرعة الى غرفتها وأوصدت الباب بقوة 
تحت نبضاتها التى تخفق پجنون 
وضعت يدها على قلبها تلتقط أنفاسها بصعوبة 
وألقت بجسدها على الفراش ونظرت الى السقف غرفتها طويلا حتى وصل اليها نسمات شرفتها جحظت عيناها وهى تتذكر دخوله من شرفتها فانتفضت مسرعة اليها حتى وقعت على الارض متأوهة 
قامت بصعوبة واغلق ابواب الشرفة پعنف ومرت بعيناها على أثاث غرفتها لتسحب مرآتها بصعوبة وتضعها على باب شرفتها 
تنهدت وهى تجلس على الفراش وترى صورتها فى المرآة التى كانت تعكس وهج عينها الامع ووجنتها الملتهبة بحمرتها 
بدأ الفصل الدراسي الثاني 
وفى أول يوم ذهبت ياسمين الى الجامعة هاربة من أدم الذي أصبح يجلس بكثرة فى المنزل ويترقب خروجها 
ويخبرها دائما كلما يراها بكلمة بحبك
وعندما تسمعها تهرب من أمامه خشية من أن يقدم على فعل شئ معها فإن كانت عيناه تبدو كذئب وديع الا أن بريقها غير مطمئن أبدا فهى تراه رجلا لا يتنبأ بتصرفاته 
دخلت الى المدرج الخاص بفرقتها لترى رامي جالسا فى المقعد الخاص بها ينتظر قدومها 
تابعها بعيناه وهى تدخل وتجلس بقربه وتقول 
محضرتش الإمتحان ليه 
لم يسمع كلماتها بل لم تمر عبر اذناه فعيناه الشاردة تتذكر كلمات سيف فى أخر لقاء جمعهما وتتردد داخل أذناه 
فقد آلمته كلماته لم يعتقد أبدا أن أخاه الأكبر يكن مشاعر لها 
فعندما أخبره سيف عندما ذهب اليه فى مكتبه الخاص فاكر يا رامي ايام الثانوي لما دخلت معاكم الفريق وشوفت اسلام استغربت جدا ولد جميل بالشكل دا بيجرى ويلعب بالمهارة دي ومنظره وهو بيجرى وشعره القصير بيطير على رقبته بطريقه جميلة هااااحح 
فاكر لما ضړبته فى اليوم دا صعب عليا أووى بس كنت عاوز أتأكد أنه بنت ولا لا 
بس شوفت
سبحان الله طلعت بنت فعلا وزى القمر اللى زيها كدا تتحط فى لوحة فنية محدش هيشبع أبدا مهما يبص عليها 
أنا روحت أتقدمت ليها على فكرة أنا بعرفك عشان متقولش أنى خبيت عليكم 
أستيقظ من شروده على صياح الدكتور المعلم به فى المحاضرة 
أنت يا أستاذ ياللى مش فايق خالص ايه رقبتك موجعتكش كل دا بتبص جنبك 
حد يشوفه ياجماعة ليكون أطرش ولا مابيشوفش 
رامي فوق لدكتور بينادي عليك قالتها ياسمين وهى تشير الى رامي الذي كان تائها داخل عيناها 
هااه 
الواحد بيقابل عينات فى الجامعة دي قالها الدكتور المعلم وهو يضرب على كفه يده تحسرا على مايراه من طلاب فضحك الطلاب جميعا وأصبح أصواتهم تعلو داخل المدرج 
وبعد إنتهاء المحاضرة طلب رامي من ياسمين الذهاب الى الكافيه وبعد إلحاح طويل ذهبت فهى لا تريد أن تعطي أمل فارغ الى رامي حتى لا يتألم أكثر 
بص دى أخر مرة ممكن أقابلك هنا 
مال رامي رأسه بايجاب وهو يذهب الى النادل لكى يحضر لهم المشروبات 
تنهدت ياسمين وهى تقلب فى صفحات الكتاب الخاص بها وتتذكر ما أخبرها به أدم على عائلة رامي أنهم يهتمون بالمظهر والأموال 
شعرت بالحزن على رامي فكانت زيجته من أجل المال والمصلحة حتى انقلبت بالسلب عليه 
عاد رامي ليجلس أمامها وهو يمسك كوبا من العصير ويقول لها 
ياسمين أنت بتحبي سيف أخويا 
أحست ياسمين بالتوتر حتى إحمرت وجنتيها فقامت بأخذ العصير من أمامه وشربته دفعة واحدة 
حاولت أن تتقنى فى إختيار الكلمات وما إن
جاءت لتتحدث شعرت أنها تريد النوم بشدة وعيناها ترى خيال متعدد لرامي فقالت بصوت متعب جدا 
أنت حطيت فى العصير إي 
نظر اليها رامي طويلا وهو يقوم باإمساك يدها
وحملها أمام من فى الكافية الى الخارج 
وضعها داخل سيارته وهى غائبة عن الوعي تماما فقال وهو يضع حولها حزام الامان 
أنت اللى خلتيني اعمل كدا 
مستحيل أضيعك من إيدي 
ضغط
على الفرامل الخاص بالسيارة ليقودها مسرعا بعصبية 
إلتقطت أنفاسها بصعوبة وهى تتأوه حاولت أن تحرك
رأسها قليلا وعينيها مضيقة بتعب لترى انها بداخل السيارة وبجانب رامى 
صاد الصمت لدقائق فعقلها مايزال تائها لا يتذكر أى شئ 
وفجأة وقفت السيارة نظرت حولها يميا ويسارا 
نسمات البحر ټخطف عيناها حتى تذكرت هذا المكان 
خرجت كلمات بصعوبة من ثغرها وهى تتذكر أخر شئ أنها تناولت العصير 
رامى أنت عملت ايه وليه 
كنت عوزانى أسيبك تتجوزى اخويا وترميني وأنا اللى وقفت جنبك كتير 
ليه بتصعبيها عليا وأنت عارفه أنى بحبك 
قال جملته الاخيرة وهو مقربا منها ويضع يده على كتفيها وضي عيناه يزداد بلمعة الدموع 
عقلها يعود تدريجيا الى العمل وجسدها يبدأ فى إستعادة نشاطه 
أنزلت يده بهدوء وقالت 
انا مابحبش سيف يارامي 
جحظت عيناه وقد عاد اليها بريق
تم نسخ الرابط