روايه إسلام بقلم الكاتبه ساره منصور كامله لجميع فصول الرواية
المحتويات
قالها رامي بجدية وعيناه تنظر اليها بجرائة
نفسها تبرر داخلها ربما تملى عليها الكلمات حتى تصل الى شفتاها لكن توقفت بل شلت عن الحركة لم ترد أبدا ان يعرف من أحد سوي منها بطريقة متدرجة
لكنها تأخرت
هتف بها رامي وعلى وجهه نظرة إستحقار ومن ثم أدار ظهره ومشي فى طريقه فاقترب أدم من ياسمين يمسك بيدها فكانت باردة شبه
أطمئن أدم وهو ينظر الى رامي وقسماته العڼيفة وبرغم كلماته المؤذية لياسمين إلا أنها تركت فى نفسه الراحة فما كان يخشاه ويؤرقه طوال الأيام الماضية لن يعود بل اختفى الطريق الوعر من أمامه بسهولة
وبعد ثوانى من الصمت والضياع رفعت بصرها الى أدم لتره يرنوا اليها بنظرات أخفاها الضباب عن عيناها دارت لتذهب الى البيت مسرعه ولم تشعر باليد التى تقيد يداها بعروق قلبه تمنعها عن الذهاب
هتفت بها ياسمين پعنف والدموع على وشك الهروب من عيناها لم يرد أن يترك يدها أبدا يرد فقط أن يبقي معها لكن عيناه وهى ترى حزنها البأس على رامي يجعله يغضب وينحرق بلذعة الغيرة النازفة
فتركها
وبالفعل كانت الأسوء فقد وجهه اليها كلمة كانت تخشاها كثيرا من الأخرين ولم يأتى فى بالها أنها ستخرج من شفتاه يوما
الشئ الوحيد الذي يجعلها تستمر فى الحياة هى أحلامها التى تأتى فيها والدتها تشعر بلمساتها حنانها
كما كانت تفعل دائما قبل أن تذهب الى جوار ربها
قامت من الفراش وهي تشعر بالمړض جلست فى شرفتها تنظر الى السماء والنجوم ثم ذهبت تجلس بجانب طاولة وأقبلت تخرج مشاعرها فى ورقة صغيرة
فكان مؤلما لى بوحدتي الصماء
التمعت عيني بقطرات الحب
تشتهى عناق تشتهى نبضات
أن لبشر يرى مابداخلي
من البوس والحزن ضاع عقلي
والمؤلم
طارت سنوات عمرى هباء
فى خلية الحياة وحيدة
أترانى ام انى لا أراك
هل تسمع نبضات قلبي
أم علتي وصلت لحد السماء
كانت تجرى بسرعة على الجميع لكن تمر على قلبها بخطوات السلحفاة العجوز
شعرت بحاجة ماسة بالذهاب الى الطبيب لكن لم يكن معها أى مال فاختارت أن تذهب الى عمها فى الليل الثقيل وقفت أمام غرفته الرئيسية ليتسرب اليها همسات بإسمها فاقتربت أكثر من الباب تلتقط الكلمات
هتفضل قاعدة معانا هنا إزاى وفيه ثلاث رجالة
إتصرف
وطى صوتك ياريهام العيال هتسمع
البت اللى اسمها ياسمين دى تطلع مين هنا لإما أنا اللى هتطلع
وضعت ياسمين يدها على ثغرها پخوف وهربت الى غرفتها تبكي فكيف لها أن تخرج من البيت والى أين فهى لا تملك من حطام الدنيا سوي عمها
وفى الصباح الباكر
وصل اليها طرق الباب لترتعد
مما تخشاه وهى تنظر الي عمها بعيون راجية ألا يتركها
جلس كل منهما أمام الأخر الكل منهما لديه كلمات عالقة داخله ينتظر الأخر أن يفصح لكن الصمت كان سيد الموقف حتى بدأ عمها ناجى عن التحدث وسؤالها بالإطمئنان عليها
خدي يابنتي الفلوس دى لو محتاجة تشترى أى حاجة
شعرت ياسمين بالخۏف وهى تنظر الى المال فهى لا تريد أن تكون حملا ثقيلا عليه وخاصة بعدما سمعت كلام زوجة عمها
فقالت
أنا معايا ياعمي خليهم بعدين
وأصرت ألا تأخذ المال
تنهد عمها ناجي وهو ينظر اليها ويربت على ظهرها فقد فهم من كلامها أن المبلغ الذي سرقته من أدم لا يزال معها
فعندما ذهب الى الطبيب أخبره أنها أجرت كل الفحوصات وقامت بدفع مبلغ كبير
فعلم حينئذ أنها هى من سړقت المال من أدم وخشي أن يواجهها بالأمر كى لا تشعر بالاحراج من نفسها
شعرت ياسمين بالراحة وعمها يخبرها أنه سيقوم بدفع تكلفة تعليمها حتى تتخرج والى ان تحصل على عمل وأنه يجب عليها فقط أن تتفوق فى دراستها فقالت ياسمين
حاضر ياعمي هسمع الكلام بس خلينى
معاك وجنبكم هنا
أنخلع قلبه وهو يرى الدموع تتساقط من عيناها فعلم أنها سمعت بحديثه مع زوجته البارحة فبكي على تلك الصغيرة التى تحملت كثيرا فقال مشفقا عليها أكثر
أنا قولتلك أنك بنتى فى حد يسيب بنته متقوليش كدا تانى أنا عمرى ما هسيبك ابدا أنسي كل اللى سمعتيه
شعرت ياسمين أن أدم هو السبب فى ذلك الكلام الذي خرج من ثغر زوجة عمها
فبقت أسبوعا كاملا فى غرفتها حتى جاءها العم عبده يخبرها بأمر هذا الرجل مرة أخرى فأسرعت إليه
لترى صندوقا أصغر قليلا من الصندوق الضخم الذي وصل اليها مسبقا وباقة من
زهور الياسمين
حملته وهى تدخل الى غرفتها ويتولد داخلها بعض السعادة البسيطة قامت بفتح الصندوق بعد عدة محولات فقد كان مؤصدا بقوة وكانت تقطع الشريط پعنف حتى تعرف مابه
وعندما قامت بفتحه وجدت سلوبيت ابيض بخطوط سوداء بقماش من الشيفون
وحذاء رياضيا بلون الابيض مع شريط لامع وحقيبة زرقاء صغيرة
كلما تأخذ شيئا منه تجد شئ أخر بالاسفل حتى وصلت الى النهاية لترى ورقة مع جواب بداخله بعض المال
ربما تتسألين لما أرسل اليك الكتير من الزهور لا تتعبي نفسك فى تلك الاسئلة دعى الزهور فقط على أنفك وستخبرك
ما تركت داخلى من قطرات الحب حتى وصلت اليها
ارتسمت ابتسامة لطيفة على شفتاها الناعمة باللون الوردى فأقربت الزهور من انفها ليصل اليها رائحتها الجميلة
فقالت
مچنون
فأغلقت الورقة بطيها عده طبقات ونظرت الى المال وهى تتنهد فيدها تشعر بالعجز برغم الخجل
هرد جمايلك دى كلها ازاى ياسيف
ليه رامي مش زيك
شعرت پألم فى قلبها فأخرجت زفرة طويلة ثم وقفت أمام المرآة وهى تمسك بهذا السلوبيت
ارتدته وهى تنظر الى المرآة باعجاب فجرى اليها الحماس فخرجت فى فناء المنزل تشم عطر الهواء الذي كان مليئ براحة الياسمين
وبعد إمضاء بعض الوقت مع الزهور قررت أن تذهب الى الطبيب الخاص بها فرجعت لتأخذ المال من غرفتها وما إن عادت لترى دراجة تمسكها لبني يظهر أنها قامت بشرائها فالتمعت عين ياسمين بالخبث وأنتظرت لبني أن تصعد لأعلى وقامت بخطڤها وذهبت مسرعة بها
لم تتوقف عن الابتسام والضحك وهى تتخيل ردة فعل لبني
فقد فكرت كثيرا أن تذهب اليها وتخبرها عن المال الذي تشك بأنها أخذته فخاڤت فى اللحظة الاخيرة أن تذهب وتخبر أدم فيأتى اليها من جديد ويوبخها بأنها لم تعد المال الى رامي
أأأأه يارمي طلعت نااار وأنانى نسيت أننا صحاب فى ثانية وحړقت دمى
أنقلب وجهها الى العبوس وهى تتذكر ما مرت به معه منذ الصغر
حاولت أن تطرد تلك الأفكار وتخبر نفسها أنها ملت من الحزن
وما إن وصلت الى الطبيب وجدت هالة تجلس على العشب وتقطف الزهور أسرعت اليها وقاما بالترحيب ببعضهما
كويس أنك غيرتي من نفسك ياياسمين
أأه الحمد لله التغير مكنش سهل بس أديت لنفسي فرصة
بصراحة أنت بنت جميلة ورقيقة
نظرت ياسمين اليها طويلا وقالت
وأنت كمان ياهالة جميلة ليه مابتديش لنفسك فرصة
أكيد التحسن بيجي مع الوقت بس أنا حاسة أن صوتك بقي ناعم شوية عن الأول
صوتى ايه أنا عاوزة نفسي من جوه اللى تتغير
اللى يشوف عزيمتك وأنت بتتكلمى أول مرة ميشفكيش دلوقتى
فوكك خلينا فيك
لا فيا ولا فيك خلينا نفرح شوية من
متابعة القراءة