الجزء الاول من الرواية بقلم الكاتبه المبدعه مروه جمال كاملة لجميع فصول الرواية همس الجياد
المحتويات
إن مديرك يبقى قريبك
إبتسمت رقية بسخرية عند سماع عبارته وأخذت عمر من حمزة الذي جلس بهيئة القرفصاء بجانب كرسي إيناس ثم تابع وهو يوجه حديثه نحوها والله مش ميزة يا دكتورة إيناس بالعكس ده بيستغلني آخر حاجه
رقية حقوله
حمزة بس هو راجل طيب بصراحه وبرده بيقولوا الخال والد
نظرت نيرمين لحمزة بخبث ثم قالت طيب روح أقعد قعدة مريحة ولا هات كرسي
نيرمين حالا بس وعد حتغني
حمزة خلاص بلاش فضايح
نيرمين مليش دعوة إنت وعدتنا
حمزة خلاص اهو على الأقل أعرف رأي جديد لصوتي
كان موجها كلماته لإيناس التي ردت عليه بإبتسامة وإيماءة بسيطة ثم ظلت تراقب رقية ومداعبتها للصغير ...........
ظلت إيناس جالسة أغلب الوقت مع رقية ......................لم تختلط بالجموع وبعد أطفأوا الشمعة الواحدة المعبرة عن مرور أول عام بعمر الصغير وبعد تناول الطعام طلبت نيرمين من حمزة بصوت عال أن يبدأ بالغناء .........أمسك حمزة بجيتارة وإلتف الجميع حوله ............شعرت إيناس أنها بعالم مختلف ............علاقات مجتمعية مترابطة ربما لم تتأثر بعد بصخيب الزحام وضوضاء المدينة ....................صوت هادئ لا يصاحبه سوى موسيقى الجيتار خاصته ربما بعيدا كل البعد عن ثقافة إمتزاج الأصوات التي أصبح يعاني منها المجتمع ككل فأصبحنا لا نفسر أغلب ما نستمع إليه ............وأجمل ما إلتقطته أذناها تلك الكلمات التي يغنيها حمزة شعرت أنها تخترقها ........بل تقرأها بل ربما تقرأ الجميع
انا زحمة و ربكة و شغل جنان...
نص بيضحك و التاني زعلان...
انا شيخ فلتان...
طيب شرير...
و جريء و جبان...
أوقات مشرق و أوقات بهتان...
و ساعات سلم و ساعات تعبان...
مفتري جدا...
و كمان غلبان...
شبابيك وببان...
توهة عنوان...
انا من الاخر عفريت لابس بدلة إنسان ...
مازالت الكلمات بأذنها ..........وكأنها تصف حالها ..........حال رقية التي أصابتها حالة من الشرود بعد إنتهاء الحفل وكأن الدقائق القليلة التي تقضيها مع عمر توقظ داخلها مشاعر الامومة ............الفطرة التي تولد بها كل إمرأة .......................وربما تصف حاله هو أيضا ..........كان خالد يقف مع السائق لحظة خروجهم من البناية .........رمقها بنظرته الحادة كعادته .............وكعادته أيضا أصدر الأوامر للجميع ..........فأمر السائق بالعودة وحيدا بالسيارة ...........وأخبرهم أنه سيوصلهم بسيارته في طريق العودة .........
أجابها دون إكتراث وهو يغير وضعية مرآة السيارة إنتي عارفة مليش في جو الحفلات والتجمعات ده ............أنا كان عندي سهرة مع بتوع الحسابات
جلست إيناس في المقعد الخلفي وعادت رقية لشرودها
كان خالد يتابعها بعيناه............. عدل مرآته ليراها جيدا...........بل أطال النظر نحوها على أمل أن تلتقي نظراتهما عبر المرآة ...............لا يعلم ماذا يصيبه أمام ملامحها الهادئة ............أهدابها الطويلة تطلق العنان لخياله كما إنطلقت نسمات الهوء الباردة فعبثت بخصلات شعرها النائم فأيقظته من سباته .............ولكن لم توقظها هي من شرودها .............كانت تبدو وكانها في عالم آخر ............أغمضت عيناها وأشعلت النسمات الباردة ذكرى مدفونة داخل عقلها ............كانت تستمع بتلك النسمات ليلا في شرفتها ........... عندما كان شريف يحضر لها المثلجات بنكهتها المفضلة ...............
كانت إيناس في البداية تخشى الإقتراب من الخيل بل وتتجنب التعامل المباشر معهم ولكن مع مرور الأيام إكتسبت شجاعتها المفقودة................. بدأت تستكشف تلك الكائنات الجميلة عن قرب ................ والبداية كانت مع سهيلة ..............تلك الفرسة الناعمة كالثلج وكأن إسمها من صفتها فكان لها لونا ثلجيا مميزا.................فجسدها يبدو كمزيج سحري من اللبن والفضة .............مزيج رائع يسلب اللب ويأسر الكيان في لحظات ........... خاصة عندما تلمح خصلاتها المنسدلة التي تبدو كخيوط رقيقة من الألماس ..............كانت سهيلة فرسة هادئة الطبع مما شجع إيناس على الإقتراب منها والتعامل السلس معها فكانت نقطة البداية مع سهيلة وأول إبرة علاج أعطتها إيناس للخيل بيديها كانت لسهيلة ...............أول من إلتهم قطع السكر من يديها كانت سهيلة
كانت بالغرفة تتحسس خصلاتها الماسية بيديها وتقدم لها بعضا من السكر وكأنها تشيد جسرا من التآلف الحلو المذاق بينهما ...........لحظات ثمينة قطعها صوت صهيل قوي ..........بل خائڤ................... خرجت من الغرفة مسرعة وعندها وجدت أحد العمال يحاول سحب رعد بقوة خارج الإسطبل
رعد .............الجواد الثائر ............النقيض لسهيلة ربما في كل شئ ........... الثورة والهدوء ...............الأسود والأبيض .................الخۏف والإطمئنان ..............الحړب والسلام
نعم فثورة رعد نابعة من خوف حقيقي............خوف من الظلام الحالك المحيط به ...........خوف من المجهول الذي يتقدم نحوه رغما عنه...........
نظرت إيناس للسائس پغضب وقالت إيه ...........في إيه
السائس معصلج يا دكتورة .........مش راضي يطلع وإحنا المفروض كل يوم نطلعه نمشيه
متابعة القراءة